جزيرة دلما طائر عملاق يحط بأجنحة الترف على بساط بحري يزهو بزرقته. هي قارب بمواصفات طبيعية ترسو عند وجدان البحر، في قلب الظفرة، وتطلق العنان للخيال كي يفيض في الاتجاهات الأربعة، متلامساً مع الغيمة، غائصاً في لجة الماء، منسكباً على الوجود بقائمة من جداول التاريخ الذي تحفظة طيات دفاتر الذاكرة.
الظفرة في عهدها الجديد، تزهر في كل يوم بوردة، تلون بها بساتين الحياة، وفي كل يوم تتطرق مخيلة الناس الطيبين إلى منجز جديد يضيف إلى سابقه رونقاً، ونسقاً، ويمنح المواطن والمقيم والزائر فرص التأمل، في مشهد يكاد يكون كأنه دورة الليل والنهار، أو حركة النجوم في باطن السماء، وفي حركة التطور هذه التي تشهدها المنطقة برمتها، تبدو دلما الدرة التي تحظى باللون الأزهى، حيث وجودها في نحر الماء وفي صدر الأرض، يمنحها التألق الأوفر، كما يهبها الماء لمعة الخاطر، وشمعة الجواهر المتدفقة من أعماق البحر. في هذا السكون الشتائي اللبيب، في هذا الطقس المرصع بقطرات الندى الرهيف، في هذا المكان المدفأ بنسائم تهب على الوجنات كأنها رفيف الأجنحة الشفيفة، في هذا الكون الفسيح الذي يطلق عليه الإمارات، تبدو جزيرة دلما بخفقة القلب، ودفقة الحب، تمارس حقها الطبيعي في خلب لب الإنسان، بما تمتاز به من روعة في التصوير، وإبداع في صناعة المدن، ومهارة في صياغة الجملة السياحية، لتصبح هذه الجزيرة حكاية أسطورية تمضي على نسيج الماء بسلاسة الكائنات الشفيفة، ومجدها من صناعة أولئك الذين يسهرون لينام الآخرون نوم الصحة والعافية والطمأنينة، أولئك الذين يبذلون، فيسخون في البذل، الذين يتعبون لترتاح نفوس من يحبونهم، والذين يعشقون الجمال، فيجسدونه واقعاً على الأرض، هذا ما جعل قرانا مدناً، ومدننا قارات تحفل بأسباب الحياة السعيدة، وسبل العيش الكريم.
دلما نموذجاً، وسواها من مدن الظفرة تتابع خطوات الجمال بكل ثقة وثبات، وتسابق الريح من أجل تحقيق الأهداف السامية التي وضعتها القيادة، لكي تصبح الأرض مخملاً، والبحر حريراً، والسماء من فوق تطل بأعين نجومها، فتبتهج، وتبتسم، وتشيع في الكون الفرح والسعادة.