إن أعظم الدروس المستفادة في عام 2020 هو طريقة التعامل مع الكابوس العالمي الذي مرت به الدول كافة، ذلك الكابوس كان أكبر تحد لصناع القرار والاستراتيجيين الذين يرون في السنوات والأشهر مجرد أرقام ومواعيد يتحقق فيها الإنجاز، بعد عمل مكثف وجهد كبير على مدار فترة زمنية معينة، وعلى ذكر الحصاد في الإمارات وعجلة تنميتها التي لم تتوقف يوماً على الرغم من الظروف الاستثنائية. 
تلك الظروف الاستثنائية التي مر بها العالم تطلبت قادة استثنائيين باستطاعتهم التعامل مع التحديات والتغلب عليها، هذه القيادة الاستثنائية لم تتعامل بعصا سحرية، وإنما حضرت نفسها لهذا الظرف منذ فترة طويلة، واستشرفت الأزمات ووضعت الحلول والخطط المناسبة لها، فالتحضير المسبق والجاهزية التامة هي أساس الثقة التي كانت في نفوس المجتمع الإماراتي من مواطنين ومقيمين.
وعلى الرغم من تعدد الجنسيات والثقافات المتعددة في الدولة، إلا أن المؤسسات المعنية بإدارة الأزمة استطاعت إيصال رسائلها وتنظيم عمليات الفحص والعلاج على أكمل وجه، ومدت يدها لتعبر الحدود للدول المحيطة القريبة و البعيدة، وفي ذات الوقت انطلق مسبار الأمل إلى المريخ، وافتتحت الإمارات محطاتها النووية، لتدوي أيدي المراقبين بالتصفيق.
لكن يحق القول بأن الحصاد ليس في مسبار الأمل والمحطة النووية وإدارة أزمة الجائحة، الحصاد الحقيقي يتمثل بثقة المجتمع بقيادته في التحديات التي تخوضها الدولة، خصوصاً في العقد الأخير، تلك الثقة قوة تفتقدها الكثير من حكومات العالم والأمم وهي الوقود الحقيقي للإرادة بتحقيق المنجزات والنجاحات، من المهم استثمار هذه الثقة في بناء الإنسان وهو تحديداً ما تقوم به الإمارات، لذلك نقول إن حصاد السنة كان في تكاتف المجتمع بكل أطيافه من مواطنين ومقيمين، والسباق نحو التطوع في الخطوط الدفاعية، وخصوصاً هنا المقيم الذي نقدر مواقفه المشرفة في وطنه الإمارات.