هكذا ترعرعت الكلمات في وجدان صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، وهكذا أمعنت الكلمات في توطيد العلاقة ما بين الحقيقة، وما هي راسخة من قناعات بأن الإمارات تمضي في الحياة، كما هي الموجة وهي تطهر أجنحة الطير من شغب العمر.
هكذا يرسم سموه، مشرقات الغد في عيون الأجيال، ويبث الألوان الزاهية على لوحة التاريخ، لتظل الحياة في الضمير الوطني مثل أيقونة، ترسخ المثال والنموذج في الوجدان، وتكرس الصورة المثلى لإنسان إماراتي ينعم بفضل عطاء قياداته، بأجمل الأمنيات، ويعيش عصره الذهبي، وهو يقلد الصدر بأوسمة الفخر، وعلى الرأس تشع تيجان العز، وهو هكذا في العالمين، الشخص المتفرد، هو الطير المغرد، هو الهامة في البدء والأمل، هو البريق في جبين الوجود، هو البوح الأنيق، هو الحبل الممدود ما بين رمش العين، وحبة تراب في آخر أخدود.
الإمارات نموذج لقارة ومثال لكون، حيث تأتلف فيها كل التضاريس، وتجتمع على أرضها كل مكونات الطبيعة، الأمر الذي يجعلها مؤهلة لأن تكون محوراً اقتصادياً مهماً، ومؤثراً وقادراً على قيادة اقتصاد طبيعي، ومعرفي في آنٍ واحد، وأن تصبح في مركز القارات ونقطة ارتكاز للحضارات، وصناعة واقع اقتصادي مفعم بالحيوية، والنشاط، والديمومة، لأن ما تتمتع به الإمارات من شفافية اقتصادية، وكذلك تفانٍ ثقافي، ببذل غير مسبوق على الصعيد الحكومي، كل ذلك يدفع بالقارب نحو بحار، ومحيطات أعمق بكثير مما يتخيله الناس البسطاء، هذه النخوة الاقتصادية لم تأت من فراغ، بل هي نتاج عبقرية إدارية في مجال الاقتصاد، وحنكة في مفهوم العلاقة بين الذات والذات، كما والعلاقة بين الذات والآخر، فنحن هنا في هذا لدينا من مقومات الاقتصاد القوي، ليس فقط اعتماداً على القدرات الطبيعية، وإنما ما يختبئ خلف كل ذلك، هي الطاقة البشرية، طاقة العقل والإرادة، والتصميم، والإصرار على صناعة واقع، ربما لا تستطيع إرادات أخرى في بلدان كثيرة الوفاء بها، لأن الإمارات حظيت بالقدرة الفائقة من قبل الحاكم والشعب، وعندما تجتمع الإرادتان في أي مجتمع، فإنها تكون الصخرة التي تتكسر على صلابتها كل أشكال المحبطات، والمعوقات، والمعرقلات، والعقبات، هي فقط الإرادة ومعها الوعي يقودان مسيرة التقدم في الإمارات، وهذا هو ما يفخر به سموه، ويعتز به شعبه.