بعد أن رضينا بفك الارتباط مع مدرب منتخبنا الوطني، خورخي لويس بينتو، ونحن نسمع تبريرات من أطراف اللعبة الاتحاد والمدرب واللاعبين وبعض المغردين عن أسباب الإخفاق في المباريات الودية الثلاث الأخيرة مع أوزبكستان والبحرين وطاجيكستان بفوز وخسارتين. 
 وقد تناوب على تدريب المنتخب في آخر ثلاث سنوات كل من باوزا وزاكيروني وفان مارفيك ويوفانوفيتش ثم الكولومبي بينتو، الذي تم فسخ عقده مؤخراً بالتراضي.
والتصريحات التي أعقبت ذلك من رئيس لجنة المنتخبات والمدرب وبعض اللاعبين بغض النظر عن قناعتنا بتلك التصريحات، إلا أن جميعها تتفق على خلل منظومتنا الكروية في التعاقدات والتزامات محترفينا وحديث المدرب الذي يلقي بكل اللائمة على اللاعبين وعدم التزامهم في الحصص التدريبية التي عكست واقعنا المؤلم في عالم الاحتراف. 
ولن يختلف الوضع كثيراً مع زوران، الذي طلب أن يكون عقده لمدة عامين كأقل تقدير لعلمه بأن المحطتين القادمتين ليستا سهلتين، وقد يخفق في الأولى وتنهى خدماته سريعاً لذلك أصر على المدة الزمنية الأطول. فالمهمة المرحلية لمنتخبنا في الفترة المقبلة وهي التأهل لنهائيات كأس أمم آسيا 2021 وكأس العالم 2022 يحتم علينا تناسي الخلافات والإعداد للاستحقاقات القادمة، فلم يعد هناك متسع من الوقت لتجاذب التهم بين أطراف اللعبة، ولا بد من التكاتف حول المنتخب، خاصة اللاعبين الذين اتهمهم المدرب بينتو بأنهم ليسوا محترفين بالمعنى الصحيح وأنهم لا يتحملون الجرعات التدريبية المتعارف عليها في عالم الاحتراف الكروي، وأنهم يستيقظون في الواحدة ظهراً، ولا يريدون الأحمال التدريبية كأقرانهم في عالم الاحتراف، وهو بذلك يسوق لنفسه بعد فشله في قيادة المنتخب في المرحلة المقبلة، ولم يتمتع بشجاعته التي ظهرت عليه بعد إبعاده لفشله أو ابتعاده لعجزه. 
لذلك نطالب لاعبينا بإثبات العكس والعمل مع الجهاز الفني الجديد بأن التهم غير صحيحة والعمل معه وفق المنظومة الاحترافية التي يألفها المحترفون والعمل بروح الفريق الواحد وأن يعوا أن مسؤولية تمثيل الوطن ليست هينة، وأنها محفوفة بالصعاب واجتياز محطات العناء، كما يسعدون بالنجومية والأضواء. 
 ولا بد من تحاور أطراف المنظومة من الاتحاد واللاعبين، وهذا ما قام به الشيخ راشد بن حميد النعيمي رئيس الاتحاد لطي صفحة الأمس، وفتح صفحة جديدة لعل وعسى أن نتجاوز المحنة ويتحقق الحلم المراد، لأنكم فعلاً حيرتونا.