قيادة دولة الإمارات العربية المتحدة قيادة صنعت المستقبل وحققت الطموحات، وسابقت رياح التغيير بمنظومة خماسية شاملة التكامل، فأنشأت الاقتصاد والسياسة والثقافة، ووثقت النسيج الاجتماعي والبناء الحضاري والبيئي. إنها قيادة استثنائية أولت اهتمامها بالتفاصيل لتمتع قادتها بالذكاء الاجتماعي والمعنوي، إضافةً إلى القيم والأخلاقيات الإنسانية الغراء. كل ما ننعم به اليوم في دولتنا المشارفة على الخمسين عاماً من البهاء والعطاء والسعادة والفداء حدث بفعل ومثابرة المغفور له الشيخ زايد «طيب الله ثراه»، ذلك القائد الفذ الذي بنى وأسس وعَـمَرَ ورسخ مفاهيم العطاء، وفعل الخير والسلام فأصبحت الإمارات بذلك منارةً ونموذجاً ليس له منافس.
استذكرت رسالة الرئيس شي جين بينغ لشعبه في المؤتمر الوطني التاسع عشر وهو يذكر شعب الصين بعدم نسيان الغاية الأصلية، ودوام تذكُّر رسالة الدولة، ورفع الراية العظيمة ذات الخصائص الصينية عالياً، وتحقيق انتصار حاسم في إنجاز بناء مجتمع رغيد الحياة على نحو شامل، وإحراز انتصارات عظيمة في العصر الجديد، والكفاح بجهد دؤوب في سبيل تحقيق حلم الصين المتمثل في النهضة العظيمة للأمة الصينية، ففي ذلك قوة محركة أساسية تحفز على التقدم إلى الأمام باستمرار. لا بد للقيادة والشعب الاتحاد كرجل واحد دائماً، واعتبار تطلعات الشعب إلى حياة جميلة هدفاً للكفاح إلى الأبد، ومواصلة المضي قدماً وبشجاعة نحو الهدف الطموح لتحقيق النهضة العظيمة للأمة الصينية، بروحهم غير المتراخية أبداً وبموقفهم الكفاحي المتسم بالتقدم بإرادة لا تقهر، ويجب عليهم الاستعداد في أيام السلام لمواجهة أي طارئ، والجرأة على التغيير والابتكار، وألا يكونوا فريسة للتفكير المتحجر، وألا يتقوقعوا في مكانهم أبداً.
للعارفين أقول: الرسالة واضحة من نهج زايد إلى بلاد المعرفة (الصين)، قيم وتضحيات الأجداد والآباء جزء لا يتجزأ من نسيج الحاضر، وعلى الشعب بأطيافه أن يتكاتف مع القيادة للرقي بالوطن بعيداً عن السيناريوهات والمسلسلات التي لا نهاية لأحداثها، لاسيما تلك التي يجدها في مقار العمل، وبكل صراحة تستوقفني القصص والمواقف التي هي أشبه بمحطاتِ في السلسلة الغذائية، فمنها ما يعتمد على الافتراس، وهناك من يتطفل فيتشبث بكائنات أخرى كبيرة تضمن بقاءه طالما لا يوقظ اللّـوْة، وفي نهاية الممر نجد الرّميّات وهي كائنات حية دقيقة تتسلى في أوقات فراغها وتشبع جوعها بقرمشة أي كائن حي بعد موته. فلينظر كل منا حوله ويتذكر جيداً أنه في دولة الإمارات العربية المتحدة التي لا نقبل أن نخدمها إلا بإخلاص وقلب لا يكن سوى المحبة، وعلينا جميعاً التحلي بصفاتها الثلاث، وهي الوفاء، الشجاعة والصدق. الإمارات أولاً.. الإمارات دائماً.