بنبض قلوبنا وفيض محبتنا وفخرنا واعتزازنا سننقش سيرتك يا إمارات السمو والتسامح والخير والعطاء. فلم نجد في الأبجدية ما يصف كل هذا المجد الذي تبوأت به على عالم لم يزل يخوض صراعاته من أجل أمنية الوصول إلى ما وصلتِ إليه من تحضر ورقي وسلام ترفرف راياته عالياً، عالياً على مدى السنين والأعوام، ماضياً وحاضراً ومستقبلاً. فقد منَّ الله علينا بزايد العطاء (طيب الله ثراه) الذي كأنه كان كالكون يشع بالأنجم في حلكة الأيام. فقد اتسع حضنه حتى بدا لنا البحر كأنه قطرة في محيط جلاله. وسما وتعالى في الشموخ حتى ظننا أن شعاع الكواكب بعض فيض خصاله. وحين شفّت رؤياه واستنارت، مر الشعاع إلى إماراتنا من خلاله. وقد كان رهيف المشاعر وعميق الرؤى والإدراك حتى سمّر كل الزمان والأمنيات في محيط اقتداره. وسما في العلو حتى ظننا السماء تهطل علينا بشموخ خصاله. وحين تبنى نهج العدالة، جعل المعتدين لا ينامون خوفاً من وميض اعتداله. 
فقد كان كنزاً لنا من السخاء وحضناً من الأمان وتاجاً على الزمان لشعب تخطى بمجده مجد كل الشعوب. يا إلهي.. أي فيض من النبل كان، فشيد على أرض الإمارات صروحاً من المجد فاعتلينا بعمق رؤياه صروح الأماني. فقد كان حضناً بهي النقاء تجلى كجوهرة من الألماس، ونهراً من المحبة فاض على الظامئين فيضاً سخياً. إن ما يدهشنا هو، كيف لروح إنسان كزايد احتوت كل أحلام الإمارات، وأحلام الشعوب التي لاذت إليه، واعتلى بهم بمنطق السلام على منطق الجبروت، شامخاً، عادلاً، فلم يرتض قامة في العلو على قامة الحق. لأنه كان يرى أن حق الخليقة أن تكون سواسية، وحق كل إنسان أن يكون حراً حين يمر بدرب الحياة. 
إننا -نحن الإماراتيين- ننحني لجلالك، حاضراً، غائباً، خالداً في القلوب عبر كل الزمان وعبر كل المدى! فقد كنت كالغيث حين يهطل على شجر أرواحنا فتزهر بالخصب والثمر الذي أحال حياتنا إلى مجتمع يفيض بالعطاء على كل من تشتتت به طرقات الحياة. تسعة وأربعون عاماً ونحن في احتفال وعرس دائم لن تخفت بهجته في الزمن المقبل. فسنحُلُّ عليه ضيوفاً ونصعدُ في سلالمه خفافاً، تائقينَ، مستبشرين. لأن لنا أحلامنا التي تتدفق كالنهر. فيا أيتها الأماني التي هي كنه أرواحنا هل رأيت كيف ينفلقُ الصعب بين أيدينا وكيف تستقيمُ الغصون؟ هل رأيت أن أحلامنا التي تتكوّرُ في رحمِ الغدِ ستشرقُ بضياء إماراتنا مستبشرين بفيض السلام في كل العصور!