إنه اليوم الجميل في انبثاقه من نور الوجود المعنون بالفرح الكبير، وعلو صادف شموخاً منذ بداياته ونشأته، فحين تأسست دولة الإمارات العربية المتحدة بإصرار النفوس الأبية، استبشر العالم خيراً، ونما بلد بفضل من الله، نما في أرواح وإرادة الآباء والأجداد، نمواً جميلاً ساحراً، مبشراً بالدولة الحديثة، أجيالاً فيما بعد كتبت المواعيد العالية بماء الورد، وكتب الشهداء العظام بدمائهم الزكية لغة التضحية دفاعاً عن تراب الوطن، حتى غدا المجد يتعانق بما فيه من مراحل مضت. وغدا الوطن الإمارات روحاً، وأحلاماً آتت وتدفقت بالرؤى التي نسقها الحب ولامسها ضياء القيم، وكتبت الأفلام الزاهية النقية في إنسانيته التي لا حدود لها، وكذلك شهد العالم للإمارات في سماتها العالية، وفي ملحمة بناء الإنسان والوطن معاً، واتزان فلسفتها ورحابة سياساتها بين الأمم، وما جعل الأوطان تسعى لصداقاتها المتدفقة كالنهر، منذ جمع ذات الوطن، وكتب بحب لها منذ بدء وجودها الخالد.
فالإمارات الوطن ورمز المحبة، لم تنسحب من ماضيها الجميل، بل عززت الموروث العربي في ثقافاتها وكيانها، وعززت قيمة التراث لتستخرج من عبقه كل شيء رائع وجميل، فالماضي هوية حقيقية وراسخة لها يمتد من أعماق البحر إلى صحراء المجد والتاريخ، من زرقة الانتظار على الضفاف، في أشهر الغوص، والسعي خلف الرزق البسيط، إلى نهاية ذكريات الصعاب والجلد والأيام الطوال.
ها هي الإمارات أنموذج خير وعطاء، حين تمحو عن العالم الوباء والجوع، وتنير للعالم بألوان الضياء، رسالتها الاطمئنان للعالم، هكذا هي الإمارات بلد السلم والسلام والوقار، رسالة إنسانية تطوف العالم وتحرره من الشقاء.
حين تحتفل الإمارات بعيدها الوطني التاسع والأربعين، تحفل بتاريخها الإنساني وبثقافتها وبسخائها ويحتفل العالم معها بصدق وبجمالية راقية، تحتفل بالحضارة التي هي جزء منها، وتحتفل بمنجزها القادم من علوم الفضاء، بدلالاته المفيدة للبشرية، وهنا يتوحد الفكر الإنساني في ترجمة الحضارة التي تزدهر بها الإنسانية على مدى أعوام طوال.
يومنا الوطني فخر لنا وشهادة أمجاد يخطها التاريخ بماء الذهب لتغدو مثالاً عالمياً يحتذى به، وعيد رائع لما له من دلالات زمنية وآنية لا مثيل لها، تعزز به الدور الإنساني في خضم التداعيات البشرية، والمتغيرات الكونية، ومساعي الخير من الإمارات أصبحت تقليداً بارزاً، بل وملهماً للعطاء، وفخراً للإمارات المعطاءة، وهي تحتفي بعيدها التاسع والأربعين لتضيء العالم بنجاحاتها المبهرة والنيرة، وفي بنائها الحضاري والإنساني.