هناك ماضٍ، وهناك مستقبل، وما بينهما حاضر يستهل قراءته للمتوازيين بانعطافة تجاه العقل، وهو ذلك الفارس النابس، القابس، والحارس لخطوات لا تكل عن الوثبات ولا تمل من الصبوات، وجلها تعني أن الإمارات قادمة بكل قوة، وصرامة، من أجل تأسيس حزمة من الوعي لغد سوف يشرق في عيون الأجيال، وتبرق سماؤه إيذاناً بغيث مطل هطيل، يمنح الجيل فرصة النهوض من دون عقبة، ولا سغب، إنه مطر القيادة الرشيدة التي تفتح دفتر الأفق كي يقرأ الجيل ما يسدد خطاه، ويلهمه طريق الفلاح، والنجاح والسير قدماً كتفاً بكتف مع آخر يكن له كل التقدير والاحترام، والاعتزاز.
 خمسون عاماً، بخمسين رحلة إلى عالم لا تصفو سماؤه إلا بوجود الأصفياء، والأتقياء، والأنقياء الذين يجوبون فضاءات الكون بقوارب من طموحات استثنائية لا تصلح إلا للاستثنائيين، ولا تليق إلا بالذين أمسكوا بمشاعل الفكر، باحثين عن موطئ التفرد، وسرعة استلهام ما ينفع الناس، وما يثري حياتهم، وما يغني مآثرهم، وآثارهم.
  هذه هي الخمسون عاماً التي تنتظر جيلاً طيب الأعراق، منتسباً إلى كتاب الصحراء بكل فخر واعتزاز، هذه هي الخمسون عاماً، في الأعطاف، كسلسبيل يحرك المكامن، ويزرع في نياط القلوب أعشاب الترف الثقافي، وينمي في العروق نوايا الألباب الصالحة.
 هذه هي الخمسون عاماً، على بال صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، كما تطري العبارة النبيلة في غضون القصيدة، كما تشاغب الريح الموجة، كما تداعب الأجنحة رؤوس الأغصان.
 خمسون عاماً ستكون في ذهن القيادة، كما هي وشوشة الصحراء في أسماع الطير، وهي لغة تستمر في التصاعد، والتنامي، والازدهار لأن الرؤية هي هكذا انبنت على ضفاف نهر التطلعات واسعة الخطوات، وبلون الحقول المترعة بالزهر، والثمر، ونور القمر.
 هذه هي الخمسون عاماً، في المخيلة، وكأنها الجياد المرسومة على صفحات نهر، والمنحوت على خد التراب بأزاميل من ذهب وفضة، ومن ومضة، وحضة، ومن همزة مرفوعة على ظهر موجة، ومن موجة منسوخة من حرير الأمنيات الرفيعة.
 هذه الخمسون عاماً، هي لحظة التدفق، في الثنايا، والطوايا، هي راية تحملها أكتاف جيل، يتناغم مع القيادة، كما هي الذبذبات على أوتار ربابة، تنهل من الصحراء وعيها بأهمية الغناء، في الذروة القصوى للوعي.