كل التقدير لمحللينا في قنواتنا الرياضية الذين يقدمون لنا وجبات دسمة، عقب مباريات كل جولة، بانتقاداتهم المشجعة لتحفيز عناصر اللعبة، من لاعبين ومدربين والإدارات الفنية، وكذلك منتخباتنا في البطولات، للوقوف على السلبيات والأخطاء خلال اللقاء، لتجاوزها في المباريات القادمة، لأن الذي يتأمل مجريات المباراة، مع متسع من الوقت، وبعد الانتهاء غير الذي يتطلب منه التدخل السريع وإنقاذ الموقف، للوصول إلى الهدف المنشود، في التسعين دقيقة، من زمن المباراة الذي يمر سريعاً عليهم، رغم التخطيط المسبق لها طوال الأسبوع، والجرعات التدريبية التي ركزت على اللقاء، ودراسة مكامن القوة والضعف في الفريق المنافس، وهناك محللون يملكون القدرات الفنية، لتناول مجريات الأداء والأخطاء التي رافقت اللقاء من المدربين، في وضع الخطط المناسبة للقاء، بعد دراسة متأنية لإمكانيات المنافس، ومكامن القوة والضعف، بعيداً عن الانتماءات والمحاباة، لأن الشارع الرياضي شغوف لمعرفة مسببات الخسارة، بعيداً عن العاطفة، فهو لم يستضاف لإظهار ميوله وحبه للفريق، وإنما للوقوف على مكامن الضعف بحيادية، وفهم عميق يفوق معرفة المشجع العادي الذي يتابعه أمام الشاشات عقب الجولة، ليتعرف على مسببات هزيمة فريقه، ومكامن القوة فيه، والذي أدى إلى خسارة المباراة. 
وفي لقاء الجولة السادسة، الذي جمع شباب الأهلي والجزيرة الذي انتهى بفوز الجزيرة بخمسة أهداف مقابل ثلاثة، والأداء القوي من الفريقين شهد له جميع من شاهده، من خلال شاشات التلفاز، بسبب «جائحة الكورونا» التي حرمت الجماهير من متعة الحضور، إلا أن ذلك لا ينقص من مستوى اللقاء، وإبداعات نجوم الفريقين والنتيجة الإيجابية. 
وفي تناول إحدى قنواتنا للقاء الفريقين، خرج علينا أحد المحللين ليقول إن مستوى الفريقين في اللقاء المذكور «صفر»، معللاً تسجيل هذا العدد من الأهداف، وكأن اللقاء يجب أن يخلو من الأهداف أو بنتيجة متقاربة، ليكون متكافئاً، رغم أن المفهوم السائد عن مباريات كرة القدم أهداف، أي «الكرة أجوال»، ولم يقولوا «أصفار»، وكذلك الأهداف غالباً تأتي نتيجة أخطاء، وهي غير مقصودة، وقد تكون تقصير من الدفاعات ويقظة المهاجم، فلا توصل إلى «صفر» أداء، مهما كان قوة وضعف الفريقين، وإلا لن يكون هناك فائز وآخر خاسر، إن لم تكن هذه الأخطاء حاضرة في لقاءات كرة القدم.
فالحكم الصفري للقاء القمة، فيه ظلم للفريقين ولكرة القدم، حيث تجمع المهارة ويتخللها بعض الأخطاء.