في هذا المهرجان، الإمارات تحضر بقوة تراثها، وعراقة تاريخها، وفيض فلكلورها، وعمق ثقافتها، وجمال سجاياها.
في هذا المهرجان، هناك احتفالية بروح الإمارات، وشجونها، وأشواق أرضها إلى انسكابات التاريخ، وما قدمته القريحة الإماراتية للإنسانية من إرث أصبح اليوم جزءاً من حياة الناس، وطرفاً مؤثراً في شخصية الإنسان الإماراتي، فعلى الرغم من التطور المذهل الذي شهدته الإمارات، يبقى التاريخ عنوان كل خبر، وصنو كل وثبة حضارية تحققها بلادنا.
المهرجان يعبر عن حب الإنسان الإماراتي لماضيه، كما هو عشقه للمستقبل، وفي السياقين التاريخيين تصبح الشخصية الإماراتية كنهر من رافدين، كجسد من رئتين، إنه الكيان الذي لامس السحابة، كما توغل عمقاً في صميم الأرض، إنه الطير الذي حلق في السماء، كما أنه أغدق عشه بحميمية ودفء.
ويأتي مهرجان الشيخ زايد، ليلقي ضوءاً كاشفاً على دفتر التراث، ثم يشير بالبنان، بكل بيان، بأن هنا على هذه الأرض، نشأت حضارة، ذات معنى ومغزى، وأن ما يحدث ليس إلا امتداداً لذلك النبع، وذلك الوجد العفوي الذي نبتت على أثره شجرة الخلد، وتفرعت بسببه، مترعة بحب التفتح، والازدهار، والإبهار، والسير قدماً نحو غايات التقدم، بخطوات متئدة، ووثبات محسوبة، وعلى صهوة جواد الطموحات الكبيرة تمزج الإمارات فصول التاريخ، في ثيمة روائية مهيبة، ورهيبة، ومعجزات الإنجازات ترسم صورة واضحة، وجلية للجهد الإماراتي، والساعي لبناء علاقة وطيدة، وراسخة بين الماضي والحاضر، حيث تنمو أشجار الحاضر، على تربة الماضي، وأغصانها تميل دوماً باتجاه المستقبل، وقاطفو الثمرات، يجيدون وضع البذور في مكانها الصحيح.
في هذا المهرجان، يجد المشاهد، والمتابع، مائدة مفصلة من صنوف الفعاليات، والعروض الفنية والثقافية، والفكرية، والفلكلورية من أجل متعة جماهيرية، ومن أجل خيال بشري إنساني يشمل ثقافات العالم أجمع.
في هذا المهرجان لغة التاريخ تحضر بقوة، وتمارس شفافيتها بإصرار، وحزم، كون التاريخ ليس ملكية شخصية، بقدر ما هو نجمة سماوية تطل على رؤوس العالم من دون تصنيف، أو استثنائية.
في هذا المهرجان، الريشة إماراتية، واللوحة إنسانية، واللون سماوي.