أتوقف كثيراً أمام لغة وخطاب المدربين في عالم كرة القدم، وكيف يطلقون تصريحاتهم، ومنهم مدرب «الأبيض» بينتو، ومدرب منتخب مصر حسام البدري، وأتوقف أمام التناول الإعلامي لتصريحات هذا أو ذاك، وكذلك أتوقف أمام ردود الأفعال الجماهيرية لأداء المنتخبين.
فقد وجدت بينتو يتحدث عن «الروح القتالية» وأهميتها للاعبي «الأبيض»، بينما يستخدم حسام البدري كلمات من نوع الالتزام، والجدية، وأرى في ذلك لغة بدهيات تعبر عن كرة القدم الجديدة!
في عام 1984، وفي عز انتصار فرنسا بإحرازها لقب كأس الأمم الأوروبية، قال ميشيل هيدالجو مدرب المنتخب في ذاك الوقت: «الوسط هو صرخة الكرة الحديثة.. لكن لاحظوا أن 5+5 = 9 أحياناً». 
وكان هيدالجو يعني أنه في طريقة 5-3-2 يدافع الفريق بخمسة لاعبين، ويهاجم بخمسة لاعبين، ولو عجز لاعب واحد عن أداء مهام مركزه وواجباته، فإن حاصل جمع 5+ 5= 9، قد يقول بينتو أو البدري في مخاطبة الجمهور إنه يريد 11 مقاتلاً في الملعب، ويريد من لاعبيه ممارسة الضغط، والاستخلاص السريع للكرة، والتحرك من دون الكرة، واللعب المباشر، وتقارب الخطوط في الفريق والمسافات بين اللاعبين، وتضييق المساحات أمام المنافس.
 وهذا كله من بدهيات كرة القدم الآن، والفريق الذي لا يطبق تلك الأفكار ويترجمها في الملعب، فإنه يكون بعيداً عن ممارسة كرة القدم الجديدة، التي يجب أن تمارسها الفرق التي تبحث عن الانتصارات وعن البطولات. 
يشغل البعض أسماء اللاعبين المختارين للمنتخبات، ومن يلعب ومن لا يلعب، ففي مصر تعرض البدري للنقد لاختياره رمضان صبحي، ولعدم الدفع بطارق حامد في مباراة توجو بالقاهرة، وفى الإمارات تساءل الجمهور عن عدم اختيار إسماعيل مطر.. لكن الأسماء ليست هي القضية التي يجب أن تشغل الجماهير والنقاد والخبراء، وإنما ما يجب أن يحظى بالاهتمام هو السؤال: كيف يلعب الفريق كرة القدم، وهل يمارسها وفقاً لقواعدها وأساسياتها الجديدة؟! 
 عندي مثال واحد قد يختصر اللعبة كلها، فلا قيمة إطلاقاً للاعب وسط يفتقر للسرعة والمهارة، ولا يستخلص الكرة من المنافس، بل يجب أن يعترض تمريرة المنافس و90 % من تمريراته تذهب خلف الزميل أو بجانب الزميل، ولا يرسلها إلى الأمام، أو يمرر الكرة لمسافة ثلاثة أمتار كحد أقصى، ثم يطلبها مرة أخرى، ولا يجيد ألعاب الهواء، ولا يقدر على الالتحام، ويخشى التسديد إذا اقترب من منطقة جزاء منافسه. 
 ** مثل هذا اللاعب يعني أن المعادلة في فريقك هي: 5+ 5= 9.. كما قال هيدالجو قبل 36 عاماً.