الإعلام ليس حاسوباً آلياً يعمل من تلقاء نفسه، بل ألسن وأقلام تعكس ما يدور في الأذهان من أفكار وتوجهات، فيما لا يخلو أي إنسان من أفكاره الخاصة وتوجهاته الثقافية والسياسية والرياضية.
في عصرنا الحالي، يعتبر الإعلام مجالاً للاستثمار، وهذا تطور طبيعي كحال أندية كرة القدم، مثلاً، والتي تحولت من الهواية إلى الاحتراف، ومن ثم دخلت في مجال الدعاية والاستثمار، وهنا نشير إلى الاستثمار الحقيقي الموجود في الأندية الأوروبية والتي أصبحت تنافس مالياً شركات كبرى في العالم نظراً لتحولها إلى الجانب التجاري.
وعلى كل حال، وحتى لا نتوه في أجزاء ملاعب الكرة ونخرج من منطقة الإعلام، فإننا في الوقت الراهن بحاجة ماسة إلى الاستثمار في الإعلام ليس فقط المحلي وحسب وإنما الخارجي وبشكل قوي، لأن الدخول في هذا المجال يفتح آفاقاً مهمة، أهمها القدرة على إيصال الرسائل الإيجابية شرقاً وغرباً، خصوصاً أن الإمارات اليوم، ومن دون أي مبالغة، تعتبر الدولة الأكثر تصديراً في الشرق الأوسط للرسائل الإيجابية عن المنطقة للعالم.
دور وأهمية الإعلام في تصاعد، وهنا الحديث ليس عن الإعلام التقليدي، فالقطاع اليوم تطور ولا يزال في تطور وتصاعد مستمر، من الرقمي وثورة مواقع التواصل الاجتماعي إلى البرامج والتطبيقات الذكية التي غزت هواتفنا وأجهزتنا الإلكترونية.
ونحن في دولة الإمارات نعتبر من أفضل الدول في مجال الاستثمار النوعي، خصوصاً فيما إذا تعلق الأمر بسمعة الدولة وكل ما تحققه من نجاحات ومواقف إيجابية، والخطورة في فراغ الاستثمار الإعلامي، هي ترك المساحة للذين يعملون على نشر الرسائل السلبية، وتحريف وإخراج الرسائل الإيجابية التي تصدرها الدولة في غير مساراتها. 
اليوم كل الوسائل الإعلامية يتحكم بها أشخاص ذوو أفكار متأثرة بملاكها أو متبرعيها، وينبثق طرحها الإعلامي بحسب توجهات المساهمين الذين يعتبرون الاستثمار في الإعلام سلاحاً لا يقل أهمية عن الأسلحة التقليدية الصلبة.