تعقد الانتخابات الأميركية كل أربع سنوات ولا شيء جديد، لكن الغريب ليس في الترقب، فالولايات المتحدة الأميركية دولة ثقيلة ومهمة في الساحة الدولية، واللاعب المؤثر في مختلف القضايا، لكن الغرابة في مواقع التواصل الاجتماعي التي جعلت المستخدمين في حالة هوس بترقب النتائج، وكأن مصيرهم متعلق بمن يحكم في الولايات المتحدة الأميركية، وهذا غير منطقي نهائياً، خصوصاً مع دول مثل الخليج العربي، فعلى مر العقود الماضية تغير الرؤساء في البيت الأبيض ما بين الديمقراطي والجمهوري، ومع هذا الاختلاف، إلا أن كلا الحزبين يتعاملان مع الدول الخليجية بشكل مختلف وخاص.
الاقتصاد مروحة السياسة، وهي قاعدة أساسية تحكم علاقات الدول بعضها البعض، وتتصدر السعودية والإمارات بالعلاقات الاقتصادية مع الولايات المتحدة الأميركية، وأما عن الإمارات فعلاقاتها مع البيت الأبيض والمؤسسات الأميركية تعتبر من أقوى العلاقات متانةً بالنسبة لأميركا في الشرق الأوسط، إذ يتشاركان في مكافحة الإرهاب وتأسيس مراكز فكرية لمواجهة التطرف، والتنوع الاقتصادي وتوسيع القاعدة الإنتاجية جعل تلك العلاقة في تصاعد مستمر تكتب بلغة المصالح المشتركة. وينطبق هذا الأمر سيان على أي دولة، بغض النظر عن البرنامج الانتخابي للمرشح، والذي عادة ما يكون من مجموعة شعارات لحشد الناخبين، فالجلوس في مقعد البيت الأبيض ليس كالوقوف في المنابر الانتخابية، فعلى الطاولة البيضاوية توضع الملفات والعلاقات، وبلا شك يكون ملف علاقة الإمارات ذا ثقل ومكانة خاصة.