تصريح يدل على إيمان بمحورية المرأة في البناء، وسر النهضة في العالم.
هو هذا البوح الذي دائماً ما تؤكده، وترسخ جذوره سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك، رئيسة الاتحاد النسائي العام، رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة، الرئيس الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية (أم الإمارات)، تأكيد يضع المرأة في جوهر الفكرة البنائية وفي محور التداول ما بين خيط النمو، وإبرة الوعي.
يقول فولتير «خلقت المرأة لتشعرنا بمعنى الحياة، فهي مثال الكمال»، ويقول أيضاً «النساء أشجع مما نتوهم». منذ البدء والتاريخ يمسك بضلع المرأة، ببطش وضراوة، فيحنيه، ويثنيه، ويلويه، حتى أصبحت في نظر المتزمتين جزءاً ضامراً من واسع العضلات.
واليوم، وقد تبوأت الإمارات الدور الشاسع في الإضاءات الناصعة، واتخذت من قضية المرأة جوهر اهتمامها، ومحور قيادتها للتنوير في العالم. وما تصريحات سمو الشيخة فاطمة، إلا الصدى والصوت والصيت لموقف الإمارات من أهمية دور المرأة في صناعة النسيج الاجتماعي، وصياغة المثل الإنسانية الرفيعة.
فالمرأة في الحياة، هي كل الحياة، لأنها مانحة الحياة لجيل يتهجى أبجدية الحياة من خلال ابتسامة شفيفة، تتبعها يد لطيفة، وتعقبها فكرة رهيفة، ثم إرادة تدفع إلى الأمام، ثم تصميم من أجل البقاء، من دون هنات أو أنات أو آهات، هي هذه المرأة التي تتحدث عنها سمو الشيخة فاطمة، المرأة الشريكة في كل طرائق الحياة، وحدائقها، ومساراتها، وانعطافاتها، وخيراتها، ومسراتها، هي في كل ذرة من تراب الأوطان تبدو حبة الرمل التي تضيف إلى التضاريس امتدادها، وهي في كل شجرة من أشجار الأوطان، ثمرة تعانق الأغصان كي تمنح العيون لمعة الأمل.
المرأة تبدو في كل مكان مثل الشمس، وتبدو في كل زمان مثل قصيدة عصماء فيحاء، هي هكذا خلقها الله تعالى لأن تلون حياة الأوطان بلون الثقة، والأمان، والاطمئنان، وحياة البذخ والرفاهية.
في غياب المرأة، تجفل الأنهار، وتعجف الأشجار، وترتجف الصحارى، وتنوء الجبال، وتحن التضاريس إلى امرأة تكون السند والدرع، والمهد، والسعد، والوعد، والرغد، وتكون فوق كل ذلك الذراع، والباع، وتكون الأنامل التي تخيط مستقبل الوطن، بإبرة التمكين، وخيط يمتد من حدق العينين، إلى قمة الجبين.
عسى الله أن يحفظ لنا أمهاتنا، وأخواتنا وبناتنا، وزوجاتنا، ويجعلهن قرة عين، وبياض الجبين، وحسن التصرف، ونبوغ الفكرة، وأن يكُنّ دائماً في مستوى الثقة التي أولتها لهن القيادة الرشيدة.