تطل علينا ذكرى مولد سيد الخلق نبينا محمد، صلى الله عليه وسلم «المبعوث رحمة للعالمين»، «متمماً لمكارم الأخلاق».
ونحن نشهد ما يجري على الساحة الدولية من تكريس لخطابات التطرف ونشر الكراهية من أطراف عدة، مستغلة المكانة العظيمة في قلوبنا لنبينا الكريم.
الإمارات في مقدمة الدول التي جددت دعوتها مع بدء تطورات الأحداث الجارية «إلى نبذ خطاب الكراهية والعنف، أياً كان شكله أو مصدره أو سببه، ووجوب احترام المقدسات والرموز الدينية، والابتعاد عن إثارة الكراهية بالإساءة للأديان»، وذلك في بيان لوزارة الخارجية والتعاون الدولي في معرض استنكار جريمة قتل مدرس في باريس على يد مراهق متطرف.
ذات الموقف أكدته كذلك هيئة كبار العلماء في المملكة العربية السعودية الشقيقة في بيانها الأحد الماضي بأن الإساءة للأنبياء «لا تمت لحرية التعبير بصلة»، معتبرة ذلك «خدمة مجانية لأصحاب الأفكار المتطرفة».
وشددت «الهيئة» على أن «الإساءة إلى مقامات الأنبياء والرسل عليهم الصلاة والسلام لن يضرّ أنبياء الله ورسله شيئاً، وإنما يخدم أصحاب الدعوات المتطرفة الذين يريدون نشر أجواء الكراهية بين المجتمعات الإنسانية».
وأضافت: «إن واجب العقلاء في كل أنحاء العالم مؤسسات وأفراداً، إدانة هذه الإساءات التي لا تمتّ إلى حرية التعبير والتفكير بصلة، وإنما هي محض تعصب مقيت، وخدمة مجانية لأصحاب الأفكار المتطرفة».
وأكدت «الهيئة» أن «الإسلام الذي بُعث به محمد، عليه الصلاة والسلام، جاء بتحريم كل انتقاص أو تكذيب لأي نبي من أنبياء الله»، كما «نهى عن التعرض للرموز الدينية». و«إن الإسلام أمر بالإعراض عن الجاهلين، وسيرة النبي، عليه الصلاة والسلام، ناطقة بذلك»، وقالت: «إن مقام النبي، عليه الصلاة والسلام، ومقامات إخوانه من الأنبياء والمرسلين محفوظة وسامية»، داعية «المسلمين وكل محب للحقيقة والتسامح نشر سيرة النبي، عليه الصلاة والسلام، بما اشتملت عليه من رحمة وعدل وسماحة وإنصاف وسعي لما فيه خير الإنسانية جمعاء».
شاهدنا كيف وظفت جماعات الإسلام السياسي المتطرفة، وعلى رأسهم «الإخوان الإرهابية» الأحداث الجارية لخدمة أجندتها، وتقديم رموزها والأنظمة الممولة على أنهم «حماة الإسلام» دون سواهم، ولكنهم انكشفوا أمام الجميع بازدواجيتهم فيه ومتاجرتهم به ومزايداتهم عليه، الإسلام دين السلم والسلام والعدالة والدعوة للتسامح وحسن الخلق والتعايش، ويكفي رسولنا الكريم ما بشره به خالق السموات والأرض «إنا كفيناك المستهزئين».