شاركت الإمارات العالم الاحتفاء باليوم العالمي لشلل الأطفال، والذي يصادف الرابع والعشرين من أكتوبر من كل عام، بتأكيد التزامها بالقضاء التام على المرض، الذي اختفى من معظم أنحاء العالم، ما عدا مناطق في باكستان وأفغانستان، وبالتعاون مع شركائها في المهمة الإنسانية النبيلة للوصول للميل الأخير، لاستئصال مرض يعصف بمستقبل ملايين الأطفال حول العالم. 
يسجل التاريخ بأحرف من ضياء ونور للإمارات جهودها ومبادراتها النوعية، والتي يقف خلفها بكل قوة ودعم مادي ومعنوي ومتابعة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة. وقد حرص سموه بالمناسبة على تحية «الأبطال العاملين في الخطوط الأمامية الذين يواصلون مهامهم رغم التحديات التي تفرضها جائحة كورونا»، مجدداً استمرار الإمارات والتزامها على هذا الدرب بقوله: «بتضافر الجهود ودعم المبادرات العالمية سنتمكن من القضاء على شلل الأطفال»، ومؤكداً أن «الإمارات شريك أساسي في حماية أطفال العالم من هذا المرض».
 وضمن مبادرة سموه لاستئصال شلل الأطفال في العالم نجحت حملة الإمارات للتطعيم ضد المرض في باكستان، بالوصول لأكثر من 16 مليون طفل، وتقديم 28 مليون جرعة تطعيم لهم خلال يوليو وسبتمبر 2020، رغم تحديات جائحة كورونا، وفقاً لما أعلنته إدارة المشروع الإماراتي لمساعدة باكستان، وقدمت الحملة منذ إطلاقها في عام 2014 ما يزيد على 483 مليون جرعة تطعيم، ووصلت إلى 86 مليون طفل في شتى مناطق باكستان، بتضافر جهود 106 آلاف عامل وممارس وطبيب وممرض وممرضة، وأكثر من 25 ألف فرد من أطقم السلامة والأمن.
 شهدت قبل تسع سنوات مع حضور المجلس العامر لسموه، الفيلم الوثائقي «مهمة رياح الخير» والذي عرض الجهود الكبيرة لأطباء وطبيبات الإمارات والفرق التمريضية التابعة لقواتنا المسلحة، متحدين الظروف الصعبة في مناطق وعرة التضاريس وخطرة أمنياً بأفغانستان، ليتمكنوا من تطعيم الأطفال ومساعدة الأهالي، ولا سيما النساء، في واحدة من أكثر مناطق العالم تسجيلاً لأعلى معدل وفيات النساء والمواليد عند الولادة.
 وكان «بوخالد» قد استضاف العام الماضي في عاصمة الخير والإنسانية أبوظبي، وضمن منتدى بلوغ الميل الأخير، إعلان التعهدات الخاصة بالمبادرة العالمية للقضاء على شلل الأطفال، والتي جمعت أكثر من 2.8 مليار دولار أميركي.
 إنها إمارات الخير والمحبة والعطاء، تمد يدها للجميع للتعاون لأجل مستقبل أفضل للبشرية.