لا يمكن الحديث عن نهضة حضارية، تشرق في مكان ما، إلا وتوجد شجرة سامقة باسقة، تظلل حاجة الناس، ورغبة الناس في أن يكونوا متحررين من سطوة الفاقة.
إعلان هيئة أبوظبي للسلامة الغذائية عن موعد مع غد يرفل بأوراق الأمل ويزخر باكتفاء غذائي ذاتي، أنما هو التزامن مع الرغبة الملحة لحكومة الإمارات في جعل الوطن يطفو على موجة، ترتل مشاعره بالفرح، وتذهب به إلى مسارات بعيدة في النهوض الزراعي الذي يمنح الإنسان آية من آيات النمو الذاتي من دون الالتفات إلى موكب يأتي من بعيد كي يزف بشارة الكلأ. هذا الإعلان هو الطريق الذي تنتهجه بلادنا من أجل إبقاء الإمارات دائماً في منأى عن الحاجة، وفي مأمن من تطورات الزمن، واختلاف الظروف. فالدول يقاس تقدمها، بما توفره ذاتياً من غذاء وكساء، مما يجعلها تحكم نفسها بإرادتها، والإمارات بما تمتلكه من إمكانيات مادية وبشرية، وتقنية تستطيع أن تخصب الأرض، كما خصبت العقول، وأن تستحدث أرقى الابتكارات الزراعية العلمية وأن تتحول إلى دولة مصدرة، وليست مستوردة.
وقد اثبتت الأدلة الموضوعية بأن الإمارات دولة الإبداع، والإرادة الصلبة، والعزيمة القوية، والأحداث التي نمر بها على الصعيد الصحي خير دليل وشاهد على قوة الإمارات، وارتفاع منسوب الذكاء لدى أبنائها، واتساع فيض عطائها في مجال العمل الوطني، وفي ميادينه المختلفة، والمتنوعة. 
إذن نحن أمام قافلة من الإنجازات الزراعية، ونحن على موعد مع مدهشات، مذهلات من مساحات زراعية سوف تكون الذهب الأخضر الذي يثري وجدان الوطن، ويثير النوازع حول هبة
وطنية ترطب الأرض بينابيع العقل، وتضع الثمرات على أغصان الشجرة، وتكتب للتاريخ يوماً جديداً من طلائع الفجر الإماراتي المضاء بأفكار بنيه، وعاشقيه، ومحبي سحنته البهية. نحن على موعد مع غذ يتألق بأثمار، وأزهار، وازدهار، زاخر بمودة ما بين الإنسان والتراب، وعاطفة مبللة برائحة الاندماج والتناغم ما بين الساعد والجذر.
نحن على موعد مع أغنيات الطير، على رؤوس القمم الشم، خضراء وارفة الظلال، وسخية الثمر. نحن نتحدث عن غد، والغد بين أيدينا، يشع كلمعة الخاتم في البنصر، يحدق فينا ويقول هذا الوطن، جدير بأن يحظى بكل ما تسخو به العزيمة، وتمتلئ به أفئدة الناس الطيبين.