موضوع قديم يتجدد مع كل دعوة تطلقها الجهات المختصة، وفي مقدمتها شرطة أبوظبي، للتصدي لظاهرة غير صحية ولا حضارية ولا أمنية موجودة، رغم كل الجهود المبذولة للقضاء عليها، ونعني ظاهرة استخدام سيارات خاصة غير مرخصة لنقل الأشخاص، والمعروفة شعبياً بـ«تهريب الركاب».
من يذهب لتقاطع شارعي «سلطان بن زايد الأول» مع «هزاع بن زايد الأول»، في قلب العاصمة، خلال عطل نهاية الأسبوع، وكذلك للتجمعات العمالية في ضواحي أبوظبي، لا يحتاج كثير جهد لرصد الظاهرة التي يمارسها المخالفون جهاراً، وهم يرددون دعواتهم بالمناطق التي يتوجهون إليها، عارضين خدماتهم لنقل الركاب المحتملين، غير آبهين لوجود مراقبين لأية جهة مسؤولة. وغير مكترثين بالإجراءات الاحترازية والتدابير الوقائية التي تدعو لها السلطات المختصة، لمنع تفشي فيروس كورونا المستجد (كوفيد-19).
كانت الظاهرة تشهد سابقاً حالات كر وفر بين شرطة المرور والمخالفين، أما اليوم ومع تداخل الاختصاصات بين شرطة أبوظبي و«النقل المتكامل»، فتاهت المتابعة لمحاصرة الممارسة غير الحضارية، بما تحمل من مخاطر. وهي ممارسة تتطلب من «النقل» إيجاد بدائل لها، من خلال تطوير شبكة الحافلات العامة وزيادة معدلات تقاطرها، خاصة بعد اشتراطات التباعد المعمول بها، وفي الوقت ذاته دراسة بدائل أخرى، كتوفير حافلات النقل الصغيرة، بالمعايير المعمول بها في إمارة أبوظبي، توفر خدمات النقل لهذه الفئات من العمالة برسوم في المتناول، حتى لا تتجه للتعامل مع النقل غير المشروع، الذي يمارسه بعض أصحاب السيارات الخاصة.
وكانت شرطة أبوظبي قد أطلقت قبل أيام أحدث تحذيراتها في هذا الشأن، من مخاطر نقل الركاب بصورة غير قانونية، وانعكاساتها السلبية على أمنهم وسلامتهم، وحثت سائقي المركبات الخاصة بعدم ممارسة نشاط نقل الركاب دون تصريح من الجهات المختصة، في فيديو توعوي بثته عبر منصاتها للتواصل الاجتماعي. ودعت الجمهور إلى استخدام وسائل النقل المعتمدة والمرخصة والمطابقة لاشتراطات ومعايير السلامة العالمية، والتعاون في التصدي للنقل غير المشروع، حفاظاً على سلامة الجميع. وذكرت المخالفين من أصحاب السيارات «بأن عقوبة استعمال المركبة في نقل الركاب بدون ترخيص غرامة مالية تبلغ 3000 درهم وحجز المركبة 30 يوماً، و24 نقطة مرورية».
تحذيرات تتجدد، ومخالفات تتكرر، وحملات تستمر وتتواصل لممارسة بحاجة لحلول جذرية وبدائل منطقية، للحفاظ على سلامة الجميع والمظهر الحضاري لعاصمة الرقي والجمال أبوظبي.