تحتار أيها الإنسان العاقل حد الحكمة، العارف
حد بلوغ المرام، المجرب حد تولي الزمام.. فلا يغلبك مثل الجهل، ولا يردعك مثل الحمق، ولا يخرسك مثل عدم المروءة:
- يحتار الإنسان كثيراً ودائماً في التعامل مع الجاهل، فلا إن غلبته رضي، ولا إن تركته يغلبك يسكت!
- يحتار الإنسان غالباً في التعامل مع الشخص الغبي، فلا يتركك تهزمه بشرف، ولا يعتلي هو الشرف ليهزمك!
- يحتار الإنسان دوماً في التعامل مع الأحمق، فإن فزت عليه غضب وجرح، وإن تحاشيت الغلبة والفوز عليه تعملق وبطر وبطش!
- يحتار الإنسان - فلا يختار - في كيفية التعامل مع الصغير، فإن نزلت لمستواه سخر منك وفضحك، وإن ترفعت عنه جهل فوق جهل الجاهلينا!
- يحتار الإنسان في التعامل مع المتعصب، فالفوز عليه يغضبه، والفوز عليك يزيده شراً!
- يحتار الإنسان أحياناً في التعامل مع الجار النحس، فلا الجوار يحسنه، ولا ترك الدار له يفرحه!
- يحتار الإنسان كثيراً في التعامل مع الأشرار، فلا التعالي عليهم أو فرش الورد في طريقهم يلينهم، ولا التغاضي عنهم أو زرع الشوك في دروبهم يغير طبعهم وميولهم!
- يحتار الإنسان في التعامل مع الأخيار، فإن سبقتهم للبر شكروك، وإن تأخرت عن الإحسان أعانوك، وعليه دلّوك!
- يحتار الإنسان في التعامل مع الشريف، فإن غلبك، لا يتركك مهموماً، وإن غلبته، لا يتركك للفرح وحدك!
- يحتار الإنسان في التعامل مع الكريم، فإن نصحته، زادك من كرمه، وإن أحجمت، زادك من نصحه، وأكرمك!
- يحتار الإنسان في التعامل أحياناً مع الحقود، فالنصح يزيده اعوجاجاً وتعجرفاً، والتجاهل يزيده عناداً وتكبراً!
- يحتار الإنسان أحياناً في التعامل مع المرأة، فليس غير المدح يطربها، ولا شيء غير الثناء يعجبها، وعليك ألا تخالط غيرها، فتغضبها!
- يحتار الإنسان كثيراً في التعامل مع أصحاب الفكر الواحد، فلا هو يسمح لنوافذه أن تفتحها الريح، ولا يفتحها ليرى من خلالها نور الله، وشمسه، وصفاء منحه، وتنوع خيره، وبسط عطاياه!
- يحتار الإنسان أيما حيرة في التعامل مع البخيل، فلا هو يفتح يده المضمومة، ولا هو يبسطها كل البسط إلا إذا أخذ، وسمعت منه كلمة: هات، وهل من مزيد!
- يحتار الإنسان أحياناً في التعامل مع الغريب، فلا هو يعتبرك قريباً، لتهدأ نفسه، ولا أنت تقدر أن تجعل منه قريباً فتطمئن له!
- يحتار الإنسان دائماً في التعامل مع المتسلق، فلا غاية يصلها وتقول: كَفّ الأذى، وحان له الابتسام، ولا فرح يوصله لمكانه، وتقول: كَفّ التبدل، واستقام!
- يحتار الإنسان دوماً في التعامل مع المتلون، فهو يرى خلل السواد رماداً، ويرى خلل البياض سواداً، هو وحده الذي يليق به لون الغربان!
- يحتار الإنسان فلا يعرف التعامل مع الظالم، فالخسارة تزيده ظلاماً، والفوز يعينه على الظلم ضيماً!
- يحتار الإنسان ولا يملك الاختيار في التعامل مع جيران «نكد الجغرافيا، ولعنة التاريخ»، فلا نجاحك يفرحهم، ولا فشلك يسكتهم، ولا ترفّعك يرفعهم، ولا تغاضيك يسعدهم، ولا يدك الممدودة بالخير تحرسهم وتخرسهم، ولا صمت الحكمة عن غيّهم يرجعهم، ولا الشرف ولا المروءة ولا العروبة تشفع لهم!