تحتفي الإمارات هذا العام بـ«اليوم الدولي للسلام»، بعد أيام قليلة على توقيعها معاهدة السلام التاريخية مع إسرائيل، والتي تتسق مع منهجها ورؤيتها لمستقبلها ومستقبل المنطقة التي كادت أن تفتك بها الصراعات والتوترات.
ويدرك المتابع للشأن الإماراتي أن السلام والتسامح والتعايش قيم متجذرة في ثقافتنا، فعلى امتداد أرضنا كان أجدادنا يزرعون أشجار «الغاف» رمزاً لهذه القيم، التي آمن بها الراحل الكبير الشيخ زايد «طيب الله ثراه» ورفع على أساسها بناء الإمارات الشامخ ليكون نموذجاً لدولة تنشد السلم والتنمية والازدهار، وتؤسس مبكراً للممارسات السلمية وثقافة التعايش بوصفها أسلوب حياة.
واليوم، تنطلق الإمارات من هذا الإرث، ليمتدّ التسامح في حاضرها ومستقبلها، ويشكل رؤية وخطاباً، ويثمر تآخياً إنسانياً وانفتاحاً وتنوعاً ووسطية واعتدالاً، حيث تستثمر الدولة في ثقافة التسامح والعيش المشترك والأخوة الإنسانية، وتبذل جهوداً إقليمية ودولية حثيثة، لإصلاح صورة منطقتها من تشوهات التطرف، ليس لها في ذلك من دافع سوى مصلحتها الوطنية وعافية هذه المنطقة وتحصينها ضد التطرف وضد كل من يتبناه مفهوماً ولغةً وسلوكاً.
قدرنا أن تكون لنا قيم نرعاها، ونعمل على ترسيخها في المنطقة والعالم، لتحويلها إلى واقع، وليس مجرد شعارات. وقدرنا أن نؤمن بإعلاء قيم التعايش، المليئة بالشجاعة والصدق، والأمل بأن السلام ممكن.
وليدرك الجميع أن الإمارات ستظل على الدوام قوة سلام واستقرار، تزرع الخير وتبث الأمل، وهي مستمرة في ما تراه ضرورة لمستقبلها، ماضية في تصويب ما علق بالمنطقة وشعوبها من تشويه، ولن يثنيها عن هذا العزم شيء، مهما ازدادت ضراوة الحملات الدعائية، فهي قد اختارت «السلام» نهجاً وسبيلاً، وكما قال غاندي: «ليس هنالك طريق للسلام، بل إن السلام هو الطريق».