نعم الإمارات أثبتت قدرتها الفائقة في التصدي لأخطر جائحة يمر بها العالم، ولكن النجاح يحتاج إلى التزام أخلاقي ووطني من كل إنسان يعيش على هذه الأرض.
ما يصدر من بعض المتساهلين يثير الفزع في نفوسنا، لأن تجاوز شخص واحد الخطوط الحمراء، وعبوره التعليمات التي تصدرها الجهات الصحية، وتجاهله التعليمات تعتبر جريمة لا تغتفر، لأن شخصاً مصاباً قد يؤدي إلى إصابة العشرات، ونحن إذ نمر بمناسبات دينية، واجتماعية، وغداً قد تفتح المدارس أبوابها ولو جزئياً، وفي ظل هذا التجاوز الخطير قد يتعرض فلذات أكباد إلى مصائب، ونوائب ويخسر الوطن ما تعب من أجلهم، وسخر لهم كل إمكانيات الصحة والسعادة.
حقيقة إشارات ضوئية حمراء تكسر في المحلات التجارية الكبرى، وفي المقاهي والتجمّعات، تفسر بأن البعض من الساكنين معنا على الأرض الواحد، لم يزل وعيهم الصحي يعاني من الأنيميا وأن ثقافتهم المجتمعية، تكابد ضعفاً في الوعي، وترهلاً في الاهتمام، وتضعضعاً في الشعور بالمسؤولية، انهياراً مخيفاً في الالتزام تجاه الوطن وعافيته.
لهذا نتمنى بأن تؤخذ بعين الاعتبار الجهود التي تبذلها الدولة، والعطاء اللامحدود الذي تقدمه الجهات الصحية، وبخاصة أبطالنا في الصفوف الأولى، لأنه من دون التعاون، والتعاضد، والاستماع إلى النصائح فقد نعود إلى المربع الأول - لا قدّر الله - وحينها سوف تبوء كل هذه المعاناة الشديدة التي يواجهها المتصدون للوباء بالفشل.
ينبغي على كل مواطن ومقيم أن يعي مسؤوليته، وأن يضع هذه الجهود الاستثنائية موضع الرمش من العين، ولا عذر ولا حجة لكل من يتذرع بالمبررات، والأسلوب الشفّاف الذي تتبعه الحكومة، في التعامل مع الجمهور يجب أن يقابل بأخلاقيات أكثر حضارية، وأكثر وعياً، نحتاج إلى أساليب غليظة كي يرتدع من لا تمنعه من ارتكاب الخطأ لغة العذوبة الصحراوية.
حلم يراودنا في كل ساعة وحين، بأن تزول هذه الغيمة، ويهطل المطر، ليغسل عيوننا ببريق الانتصار على هذا الوباء اللّعين، وكلّما ومض بارق أمل شعرنا بالفخر بما تقدمه الأيادي البيضاء، ولذلك نتمنى بألا يكون البعض القماشة السوداء التي تحجب عنّا هذا الفرح المنتظر.
كونوا مع الوطن وليس ضده، إنه يسعى لأجل عافيتكم، والله يمنع الشر عن الجميع.