لا تقاس الأمم بعدد صفحاتها في التاريخ بقدر ما دونه التاريخ عنها، اليوم تصنع الإمارات تاريخاً جديداً، ليس باسمها وحسب، وإنما باسم العرب، كأول دولة عربية تبدأ مهمة استكشاف المريخ، وهذا الإنجاز الذي وسعت الإمارات من مداره ليكون باسم جميع العرب، لم يكن من فراغ تسميته بمسبار الأمل.
العالم العربي بشعوبه في حاجة ماسة للأمل بعد الألم، ولطالما اعتبرت شعوبه الإمارات أرض الأحلام، يمكن للمرء أن يحقق ما يريده فيها بالعزيمة والإصرار، ولوجود دولة وقيادة حاضنة للمواهب ومتبنية للأفكار، حتى وإن بدت أنها مستحيلة.
بالأرقام، الإمارات هي الوجهة الأولى للشباب العربي للعمل والعيش، وهذا الإنجاز يعتبر نقطة انطلاق جدية للأجيال العربية القادمة، إن الشرق الأوسط المضطرب يمكن أن يشهد تحولاً علمياً وتنموياً إذا ما وجدت الإرادة، لكن هذا الأمر يعتبر مصدر إزعاج لفئة قليلة يمكن تقسيمها إلى نوعين، نوع ينطلق من حقد؛ إذ لا يمكن أن يكون ثمة نجاح لا يقابله حقد، وتلك الأحقاد تكبر وتزداد، والذنب البسيط للإمارات أنها مستمرة بتقديم الإنجازات، ومع كل إنجاز يزداد حجم هذا الحقد في تلك الفئة التي تضيع وقتها ومقدراتها وهي تعمل ليل نهار على متابعة كل ما يتعلق بالإمارات، وإن كان أمر ما سيقتلهم يوماً، فسيقتلهم حقدهم.
وينطلق النوع الثاني من جهل، ويطرح: لماذا الرحلة إلى المريخ ؟ سؤال أجيب عليه بكل اللغات وعبر مختلف الوسائل الإعلامية، وهنا مكمن الجهل الذي يصبغه الحقد بعدم تقبل واستيعاب أهمية المشروع للبشرية بشكل عام، فلا يعقل أن العالم أجمع مسرور بهذا الإنجار الإماراتي، إلا تلك الفئة التي لا تريد استيعاب أهميته، تلك الفئة يمكن تصنيفها من أسباب تخلف الشعوب والدول في المنطقة.
تضليل المعلومات لن يغير حقيقة المشهد، والتشويش الذي تمارسه دول الضد بمنظوماتها الوهمية، لا يمكن أن يؤثر على طموح الإمارات بتوسيع مدار إنجازاتها.