شاركت الإمارات دول العالم الاحتفال باليوم العالمي لمكافحة المخدرات الذي تحرص مختلف أجهزة الدولة المعنية بالتصدي لهذه الآفة على المشاركة فيه باستعراض جهودها وتكثيف حملاتها التوعوية الموجهة نحو الفئات العمرية التي تستهدفها عصابات الاتجار بالسموم، وكذلك الأسرة، الشريك الأساسي وخط الحماية الأول للأجيال.
كما تشهد المناسبة إطلاق مبادرات نوعية متجددة لتعزيز حربنا على المخدرات والمتاجرين بها والمروجين لها ممن يريدون سلبنا أغلى ثرواتنا، شبابنا، ويعملون على تقويض أمن واستقرار مجتمعاتنا بما يؤكد الخيط الرابط بين عصابات الاتجار بالمخدرات والجماعات والتنظمات الإرهابية في كل مكان.
احتفال هذا العام شهد إطلاق شرطة أبوظبي مبادرة جديدة بعنوان «فرصة أمل» للعلاج من الإدمان والوقاية من المخدرات، بالتعاون مع المركز الوطني للتأهيل، ومؤسسة زايد العليا لأصحاب الهمم. 
«فرصة أمل» تعبر في المقام الأول عن ما توليه قيادتنا الرشيدة من الاهتمام بالإنسان على المستويات والمجالات كافة، بما في ذلك الذين سقطوا في براثن الإدمان على المخدرات في لحظة ضعف، واستعادتهم وإعادة تأهيلهم ودمجهم ليعودوا عناصر منتجة فعالة في المجتمع الذي يحتاج لطاقات الجميع، وذلك من خلال إتاحة فرصة العلاج للمتعاطين دون ملاحقة قضائية بحسب القانون الذي يكفل لهم الأمر في سرية إذا ما بادروا وتقدموا للاستفادة من فرص الأمل مباشرة أو عن طريق أحد أفراد الأسرة وأقاربهم.
هنا نسجل الدور الكبير والمتميز الذي يقوم به المركز الوطني للتأهيل الذي يقدم نموذجاً عالمياً في التصدي للآفة القاتلة، انطلاقاً من رؤيته «بأن المدمن بحاجة إلى العلاج للتخلص من اعتماده على المواد المخدرة والمؤثرات الضارة بالعقل عبر التدخل العلاجي عبر منظومة برامج العلاج والتأهيل وبرامج الرعاية اللاحقة التي تضمن للمدمن تعافيه وتدني نسب الانتكاسة وارتفاع نسب النجاح»، وكل ذلك في سرية تامة. وهو نجاح عبرت عنه أرقام المركز، حيث تزيد «نسب علاج مرضى الإدمان كل عام، وبلغت 43% العام الماضي، مقارنة بـ33% في 2018، بينما نسبة النجاح عالمياً تبلغ 20%».
وفي كل عام تستعرض فرق المكافحة في أجهزتنا الشرطية نتائج جهودها الجبارة في القبض على تجار السموم والكميات المهولة من أطنان المخدرات التي يتم ضبطها، ونحن نجدد لهم امتناننا وتقديرنا، ونرفع أصواتنا بإنزال عقوبة الإعدام بحق الرؤوس الكبيرة لعصابات الشر التي تريد تدمير شبابنا واستقرار وطننا.