غير بعيد عن حديثنا بالأمس عن الإعلام الإماراتي، أتاح لي العمل عن بُعد خلال الفترة الماضية التنقيب في مكتبتي التي وجدت فيها إصدارات لزملاء وأساتذة في المهنة، أقلام وطنية مسكونة بقضايا الوطن تصول وتجول بجرأة واحترافية في فضاء إعلام حيوي لم يكن يحده سقف سوى ثوابته الوطنية.
توقفت أمام كتاب «بلوطي» وقد كان عبارة عن مقالات ساخرة باللهجة الدارجة لمحمد عبيد غباش، والذي صدرت طبعته الأولى عن دار الفارابي في بيروت العام 1991، وأعاد نشره اتحاد كتاب وأدباء الإمارات. 
وهناك «قضايا من أعماق الوطن»، لعبيد سلطان طويرش، ومن إصدارات«الاتحاد» وهو عبارة عن مقالات نشرت في«الاتحاد» خلال الفترة من 1984-1985.
وهناك الجزء الأول من كتاب «مع الناس» خربشات في حدود الممكن لعبدالحميد أحمد، وهو من منشورات«البيان» في العام 1997.
وهناك كتاب «آمال وطنية»، مقالات في حب الإمارات لمحمد المر من إصدارات دار الخليج في العام ذاته.
وهناك كتاب «موزاييك» كلمات عن الوطن في الثقافة والإعلام للزميل سعيد حمدان من إصدارات المؤسسة العربية للدراسات والنشر- بيروت العام 2010.
هذه بعض من إصدارات تزين مكتبتي المتواضعة عن إرهاصات ما شهدته ساحتنا الإعلامية وظهر في المطبوع من وسائلها والعديد من الأعمال قبل أن يدركها الذين دأبوا على الانتقاص من دور ومواقف إعلامنا الإماراتي.
العديد والعديد من المنعطفات الهامة في مسيرة الإعلام الإماراتي تفوق فيها على نفسه، وكان نداً بل ومتجاوزاً بمراحل شبكات إخبارية عالمية بكل إمكانياتها البشرية والتقنية. 
وأتذكر كيف كانت «الاتحاد» الصحيفة التي أتشرف بانتسابي لها مصدراً للأخبار والصور خلال حرب الناقلات في الخليج ثمانينات القرن الماضي. وكذلك انفرادات قناة أبوظبي خلال حرب الإطاحة بنظام صدام.
اليوم في عصر الإعلام الرقمي، إعلامنا الإماراتي حاضر وبقوة من خلال منصاته المتعددة يواكب كل حدث مع أدق تفاصيل المشهد الراصد للحقيقة بكل اجتهاد وجدية ومهنية أولاً بأول، مهما كانت العقبات التي يحاول البعض وضعها أمام مسيرته، ويمضي بكل ثقة في شق طريقه للنجاح والتميز بكوادر إماراتية من صنعه، ويقدم محتوى يليق بدولة سبقت عصرها، وتقدم للعالم في كل يوم قصة نجاح ملهمة يصعب استيعابها من قبل الذين يثرثرون ويُنظّرون من أبراجهم العاجية، وعبر منصات التواصل الاجتماعي.