نتابع هذه الأيام مسلسلات لا حصر لها، وكلها تصب في خانة واحدة، وهي إمتاع المشاهد، وبخاصة ونحن نغط في شرنقة الخوف الصحي أصبحنا مدمنين على الشاشات الصغيرة، وأصبحنا ننام ونصحى على صوت الممثلين من كل بلاد العرب.
وقد ساهم برنامج التعليم عن بُعد في تسهيل الكثير من الأمور، بالنسبة للطلاب، فهم يتمتعون، ويعيشون الأجواء الرمضانية من دون أن يحدث أي خلل في عملية التحصيل، وهذه هي عبقرية الحكومة في بلادنا، وهذه هي الفرادة التي يتمتع بها المسؤولون في حكومتنا، وهذه القدرة الفائقة التي تتمتع بها الإمارات عند مواجهة الأحداث الجلل، فالحلول موجودة، والطرح الواعي متوافر، والإمكانيات متاحة، ولا شيء يعرقل مسيرتنا الحضارية، ولا شيء يعيق عربة العمل، طالما هناك رجال صدقوا، ورجال عاهدوا الله أن يضعوا الإمارات في مقدمة الأولويات، ولا شيء يسبق حبهم للإمارات لأنها الأصل، والفصل، والوصل، والنصل.
وقد سعت شركة أبوظبي للإعلام لتعبيد الأرض، لأجل أن تمر من خلالها عربة الفن بسهولة ويسر، ومهّدت الطريق للأعمال الفنية، كي تنتشر، وتأخذ مساحة واسعة من نهار الناس، وهذه فكرة رائعة، وذكية، فالاهتمام بالفن، هو اهتمام بالإنسان، وتطور الفن، هو توسع في وعي الناس، كما أن تطور الفن هو تفتح وردة الحياة، وبزوغ السعادة بين ثنيات مشاعر الذين تشبعوا بلغة فنية بالغة النضج، بارعة في توصيل المعنى من الحياة.
واليوم ونحن نمر في ظرف استثنائي، سوف يكون للفن دوره الفاعل، وسوف يكون له قدرته على إزاحة الكثير من الغيوم عن سماء اكتسحتها غمة الوباء العضال.
ومن يتابع المشهد في الإمارات في هذه الأيام يشعر أن هناك خيطاً رفيعاً واحداً يمتد من قلب الحياة إلى وريدها، وهو خيط الانسجام بين المؤسسات الحكومية، ما يجعلها تعمل بطاقة الجسد الواحد، وقدرة العقل الواحد وقوة الروح الواحدة.
إنها أشعة تأتيك من بؤرة الشمس الطالعة، ومن خلالها ينتشر الضوء، وعياً وجودياً، وبأخلاق إماراتية فريدة، منبعها الصحراء النبيلة، وإرث زايد الخير، طيب الله ثراه.
هذا ما يجعل الإمارات مختلفة، وهذا ما يجعل الإمارات متميزة، وهذا ما يجعل الإمارات شاسعة في أخلاقها، لأنها من نسيج ذلك الأب المؤسس، والذين يعملون اليوم في كل مؤسسات الدولة، يحملون في داخلهم هذا الجين الوراثي العريق.