ذلك كان عنوان أحدث مبادرة من المبادرات المجتمعية التي دأبت «أبوظبي للإعلام» على إطلاقها لخدمة الوطن والمجتمع، تجسيداً لرؤى القيادة الرشيدة ودعماً للجهود الوطنية، وامتداداً للدور المسؤول الذي تنهض به من خلال منصاتها المتعددة، المطبوعة منها والمرئية والمسموعة والرقمية.
جاءت المبادرة الجديدة استلهاماً لرؤية صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، لتعزيز ثقافة الترشيد الاستهلاكي والأمن الغذائي لأفراد المجتمع.
وهي الرؤية والدعوة السامية التي انطلقت خلال ثاني محاضرات مجلس محمد بن زايد في شهر رمضان المبارك الفائت، وكانت عن الأمن الغذائي الذي توليه قيادتنا الرشيدة بنظرتها الثاقبة كل الاهتمام والمتابعة، باعتباره ركيزة استراتيجية مهمة من ركائز الأمن والاستقرار لأي مجتمع.
مبادرة «معاً نشيد بالترشيد» تهدف إلى «حث أفراد المجتمع على اتباع السلوكيات الحميدة في عمليات الشراء الصحيحة وعدم الهدر صوناً للأمن الغذائي المستدام في الدولة، إلى جانب تسليط الضوء على سبل الترشيد الاستهلاكي وأثره الكبير الذي يمكن أن يحققه، فضلاً عن نشر الوعي بين أفراد المجتمع لتحفيزهم على تبني الحلول المستدامة والتخلي عن عادات الإسراف غير المقبولة»، كما قالت الشركة وهي تُفعّل وتنفذ المبادرة عبر المنصات الإعلامية التابعة لها، بتخصيص مساحات لنشر وبث محتوى التوعية الهادف، واستقطاب واستضافة الشخصيات العامة والمؤثرة وطلبة المدارس للمشاركة في المبادرة.
لعل تزامن انطلاق المبادرة مع الظروف السائدة جراء جائحة كورونا خدم التوجه منها وغاياتها، خاصة أن رمضان هذا العام لم يشهد إقامة مآدب الإفطار الجماعية وتوزيع الطعام كما كان في السابق، ما أتاح تقدير كل أسرة لاحتياجاتها الفعلية منه، ودعم العمل الخيري بطريقة مختلفة، وبدلاً من توزيع الوجبات من أمام المنازل كما جرت عادة بعض المحسنين وأهل الخير، جرى تحويلها لمصلحة الجمعيات الخيرية التي تولت توزيعها على المحتاجين.
كانت هذه الظروف الاستثنائية فرصة لمراجعة الكثيرين منا لنمط حياتهم وعاداتهم الاستهلاكية، والتخلص من أي صورة من صور الإسراف الذي يتنافى مع قيمنا الدينية وعاداتنا الأصيلة من دون أي تأثير على مظاهر التكاتف والتعاون التي جُبلنا عليها.
 نأمل أن تساهم مبادرة «معاً نشيد بالترشيد» في إعادة صياغة الكثير من عاداتنا الاستهلاكية، ونستفيد من دروسها ونرسخها لدى النشء لإدراك وتعظيم قيم حفظ النعمة، ونبذ الهدر والإسراف.