اليوم ستتّحد قلوب ملايين البشر حول العالم على اختلاف معتقداتهم وأعراقهم وألوانهم متضرعين لله أن يرفع الوباء والبلاء الذي تعاني منه البشرية اليوم، تتقدمهم القيادات والرموز الدينية وفي مقدمتهم فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب والبابا فرنسيس بابا الكنيسة الكاثوليكية استجابة لدعوة انطلقت من عاصمة التسامح والإنسانية أبوظبي مهد وثيقة الأخوة الإنسانية التي وقعا عليها فبراير 2019 بحضور صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، وأخيه صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، في رحاب صرح زايد المؤسس، حيث تحتفي الإمارات والمحبون للخير هذه الأيام بيوم زايد للعمل الإنساني، في محطة وفاء مهيبة لقيم عظيمة نبيلة أرساها، ومضت على خطاه وهداه الإمارات حتى أصبحت اليوم منارة للعطاء الإنساني ونقطة انطلاق للمبادرات الجليلة السامية التي تجمع البشر رغم التباينات العرقية والثقافية والدينية في صف واحد للتضامن معاً في وجه التحديات الهائلة التي تتربص بالوجود الإنساني والحضاري.
وقفة اليوم التي أطلقت عليها لجنة الأخوّة الإنسانية المنبثقة عن تلك الوثيقة التاريخية مبادرة «الصلاة من أجل الإنسانية» تجمع إلى جانب أبعادها الروحية رجاء ودعاء لله «بصوت واحد ليحفظ البشرية، ويوفقها لتجاوز جائحة كورونا، ويعيد الأمن والاستقرار والصحة والنماء، ليصبح عالمنا أكثر إنسانية وأخوة من أي وقت مضي»، وتحمل أبعاداً علمية بأن يلهم العلماء التوصل إلى لقاح يخلّص البشرية من وباء أصاب الملايين من البشر وحصد أعداداً هائلة من الأرواح وتسبب في أضرار كبيرة تعطلت معها الحياة في الكثير من المناطق والبلدان. 
لقد حظيت الدعوة النبيلة للمبادرة بتضامن وتفاعل رسمي واسع انطلاقاً من الإدراك المشترك بأن الخطر واحد يهدد الجميع دون استثناء، وتذكير للجميع بالوقوف جنباً إلى جنب في هذا الظرف الدقيق الذي تمر به البشرية جراء الجائحة وهذا الابتلاء العظيم.
على امتداد الأسابيع والأيام القليلة الماضية كانت بلاد «زايد الخير» تقدم أنموذجاً للتضامن الإنساني وعشرات الرحلات لناقلاتنا الوطنية تجوب العالم تنقل مئات الآلاف من الأطنان من المساعدات والإمدادات الطبية لتقول للجميع «نحن معاً»، والتضرع اليوم لخالق الكون بلغات العالم يعبر عن إيماننا بأننا «معاً» سنتجاوز هذه المحنة والظرف العصيب.