واجه الطلاب في اختبارات اللغة العربية مشكلة في الوصول إلى مواقع الاختبارات، وهي مشكلة قد تحدث في أي تجربة جديدة، بل هي طبيعية في حالة مثل هذه، إذ أن التجربة جديدة، وأن ما تقوم به وزارة التربية والتعليم هو عمل يستحق التقدير، والإشادة في ظرف كهذا تمر به جميع المؤسسات الحكومية، والتي بدورها تبذل كل ما بوسعها من أجل توفير أرقى الخدمات، وإتاحة الفرصة كي تمر هذه الأيام من دون خسائر أو كبوات.
ولكن ما شهدناه، وتابعناه من ردود فعل هستيرية يندى لها الجبين، حيث قامت قيامة بعض أولياء الأمور، ومعهم بعض الطلاب، الذين كالوا الانتقادات الجارحة على وزارة التربية والتعليم، ولم يتركوا شاردة، ولا واردة من الألفاظ البذيئة، إلا وألصقوها بالمسؤولين في الوزارة، وقد نسي هؤلاء كل المحسنات البديعية التي تقدمت بها الوزارة من أجل الذهاب بالعملية التربوية إلى بر الأمان، وتوقفوا فقط عند هذه النقطة، وهي بطبيعة الحال خارجة عن الإرادة.
ولكن كما يبدو أن بعض الناس دائماً يبحثون عن الأخطاء البسيطة ليختبئوا خلفها ويفرغوا ما في جعبهم من ضغائن واحتقان لأسباب لا نعلمها، ولكنها تعبر عن هشاشة النفوس، وضعف الإرادة، وقلة الصبر، والسعي دائماً لانتقاء كل ما يسيء إلى غيرهم، وهذا في الحقيقة يعبر عن أننا شعوب لا يعجبنا العجب، ولا الصيام في رجب، وقد صرنا دائماً نريد الأشياء الجاهزة، ولا يقلقنا ما نسوم به غيرنا من سياط الحماقة وشظايا العصبية ونيران الاتهامات غير المبررة.
لست معنياً في سوق المديح لأي طرف، ولكني أجد نفسي أمام مسؤولية وضع الأمور في نصابها الصحيح، فوزارة التربية والتعليم عملت منذ بداية أزمة كورونا على توفير الأجواء المناسبة لأبنائها الطلاب، وتهيئة المناخ المناسب لمواصلة التعليم، رغم الظروف القاسية، ورغم المباغتة التي اجتاح فيها الوباء العالم بأسره، وهذا يفرض علينا نحن كأولياء أمور، وكذلك الطلبة، أن نكون مع الوزارة كتفاً بكتف، لنحقق الهدف الأسمى، ونبتعد عن الوقوف متفرجين، وننتظر فقط أي زلة، ونبدأ في إهالة التراب على كل ما تم إنجازه في الفترة التي مرت.
أعتقد أنه يتوجب على الجميع أن يكونوا في خندق واحد، لأن المسألة ليست خاضعة الآن لرفع المشانق، وتوجيه الاتهامات، فالجميع معني بالنهوض بعملية التعليم، والجميع تقع عليه مسؤولية أخلاقية، ووطنية في التعاون مع الوزارة وعدم إرباكها لتستطيع أن تعبر بالطلاب إلى منطقة الأمان.