يبدو أن عاطفة جديدة طفت على سطح العلاقات الزوجية، بفعل الحرارة الشديدة التي أشعلها وباء الكورونا، حيث بدت بعض النساء يرفلن بمشاعر جديدة غير معهودة في زمن ما قبل هذا الوباء.
فالكلمات صارت ترقص على الشفاة مثل فراشات طروب، والابتسامات افترشت أجنحة الود، وتقهقرت اللاءات، إلى حيث يسكن الضمير اليقظ، وتبارت العيون في إرسال أشعة ضوئية ملفتة يستيقظ لها حتى الخامل في أرجاء الكون. 
كل شيء في حياة المرأة تغير، وتحولت المياه الراكدة، إلى جداول، وأنهار تجري في البساتين، وتحرك كوامن الطيور، وتغرق أعشاشها بالحيوية والنشاط، حتى بدت البيوت، وكأنها في أعراس، تؤمها الأفراح، والزينة، والألوان البديعة من كحل الرموش، ولمعة الخدود، حتى أصبحت نجوداً تختالها أفئدة المتلهفين إلى نظرة، ثم ابتسامة ثم لقاء، ثم استعادة زمن الأحلام الزاهية، والأيام الوردية.
يتم ذلك كما هي طفرة الأجنة في أرحام الأمهات، ويتم ذلك كما هي قفزة الموجة عند سواحل مبهمات، يتم ذلك كما هي رفرفة الأجمة في حقول شاسعات، يتم ذلك كما هي شفافية الأوراق عند هامات الغصون، ويتم ذلك كما هي هفهفة الأشرعة في بحار ومحيطات واسعات، يتم ذلك ونحن في أمس الحاجة إلى موجة توشوش للعقل عن لؤلؤة ربما تزحف صوب الضفاف، يتم ذلك والزمن الرمادي يحتاج إلى قناديل تضيء سماوات المبتهلين إلى الله، كي يرفع الغمة ويقشع الغيمة، وتستعيد الحضارة الإنسانية رونقها، ويسترجع التاريخ لباقته، بعد ربقة من زمن لونه الوباء بالكآبة، والضجر، والانتظار لما بعد الرياح العاتية.
يحدث ذلك في معظم البيوت، والتي كانت تشتكي من شظف العافية، ولظى العاطفة، وتستطيع المرأة أن تفعل كل ذلك، وأن تغير مجرى الحياة، لأنها في الجوهر هي المركز، وهي المحور، وتستطيع أن تفعل المرأة ذلك، بل وأكثر لأنها الحقل، والسهل، والنهل، والجزل، والبذل، والعدل لأنها كل ذلك، فقد استيقظت على حين غرة، وتبوأت مكانتها، لافظة كل ذلك الزمان، وما قبل كورونا، تاركة غباره خلف ظهرها، متأبطة حلمها الأنثوي الجميل، بكل نبل، ونجابة، ذاهبة إلى المستقبل بشرشف العاطفة الندية، قاطفة من زمانها، ثمرات الوعي الأصيل قائلة للعالم أجمع، هذه نفخة ريح وسوف تزول، والبقاء لنا، نحن عشاق الحياة.