كثير من القصص تبدأ جميلة، لكنها لا تنتهي كذلك.. يشارك أبطال القصة غالبًا في إفسادها حتى يُغلق المشهد الأخير منها على نهاية غير سعيدة أو مشوهة، وفي كرة القدم السعودية قصص كثيرة لأبطال فقدوا أدوار البطولة في وقت مبكر، ليس لأن أقدامهم لم تعد قادرة على حملهم، بل لأن عقولهم هي التي لم تعد قادرة على تحملهم!
يتفاجئ اللاعب بأنه صار بطل القصة، فيتقمص شخصية البطل، لكنه لاحقًا ينسى القصة كلها، وحين ينتبه من غفلته ويبدأ في تذكرها تكون هناك قصص أخرى جديدة كثيرة يشاهدها الناس ويصفقون لأبطالها، وربما يكون نايف هزازي أحد الذين فقدوا دور البطولة.
كان الصقر نايف هدافًا بارعًا ومهاجمًا لامعًا، هكذا بدأت قصته، وفي واحد من أكبر الأندية الآسيوية، نادي الاتحاد، وأمام جماهيره التي تصنع الأبطال والبطولات، لكن الأمر لم يدم طويلًا، نسى هزازي قصته ولذلك فقد دور البطولة، ومنذ سنوات وهو يحاول أن يصبح بطلًا لكن يبدو أن القصص صارت أكبر منه، أو أن الوقت تأخر جدًا للبدء من جديد.
31 عاماً هو عمر نايف هزازي الآن، عشر سنوات منها قضاها في اللعب لـ 6 أندية سعودية، وأصيب مرتين بقطع في أربطة الركبة، وفي كل نادٍ أرتدى قميصه كان يجلس على مقاعد الاحتياط أكثر مما كان يقف داخل منطقة الجزاء، ورغم هذا كله ما زال يقاتل ليصبح بطلًا، يريد أن يكون مثل الفرنسي العبقري زين الدين زيدان (هو قال ذلك وليس أنا): «أنني في مرحلة النضج الكروي كما الحال مع زيدان الذي ظهرت موهبته في عمر كبير»! (صحيفة الرياضية)
لا أعلم من أين جاء هزازي بهذه المعلومة، لكن لا بأس من تذكيره ببعض المعلومات المهمة، قبل أن يبدأ مهمته الصعبة في الحصول على دور البطل مرة ثانية.
عزيزي نايف، حين أعتزال الساحر زيدان كرة القدم كان عمره 34 عامًا، أي أنه كان أكبر من عمرك الآن بثلاثة أعوام فقط، «الصلع» ليس دليلًا  على التقدم في العمر!
وحين حصل على الكرة الذهبية كان عمره 26 عامًا، وفي العام نفسه فاز جائزة أفضل لاعب في العالم للمرة الأولى ثم فاز بها ثانية وهو في عامه الـ 28، ولما بلغ من العمر 31 سنة توج بها للمرة الثالثة، وعندما قاد منتخب بلاده للفوز بكأس العالم كان يصول ويجول في الـ 26 من شبابه.
عزيزي نايف، الفرنسي الأسطوري كان ناضجًا منذ أن مُنح دور البطولة، لم ينس القصة التي هو بطلها، واستمر في أداء دوره فيها بإتقان، لهذا بقي بطلًا حتى بعد اعتزاله، وبقيت ذكراه راسخة في ذاكرة التاريخ ومسرودةً على لسانه.
عزيزي نايف، كرة القدم ليست وظيفة لجمع الأموال، ولا وسيلة للتكسب من تصفيق الجماهير، ولا ميدانًا لاستعراضٍ  زائف نتيجته الحقيقة «لا شيء يذكر»!
إذا أراد اللاعب - أي لاعب - أن يكون بطلًا  عليه أن يفهم جيدًا أن المشكلة ربما لا تكون في أقدامه وإنما في «عقله».