يوماً بعد يوم، يتأكد العالم أن هنالك وجهاً آخر لأزمة «كورونا» التي اجتاحت الكرة الأرضية، وفرضت على الجميع (التفكير خارج الصندوق) من أجل الخروج من ذلك المأزق غير المسبوق الذي لا يعلم أحد متى ينتهي ومتى تعود الحياة إلى طبيعتها مرة أخرى؟
ولعلها المرة الأولى في التاريخ التي يتوحد فيها العالم في مواجهة عدو مشترك لا أحد يستطيع أن يحدد ملامحه، كما فرض على الجميع سلوكاً مشتركاً لأول مرة من خلال الإجراءات الاحترازية التي فرضت على الجميع التزام منازلهم من أجل العمل على انحسار الوباء وتقليل الخسائر قدر الإمكان.
وتأكد الجميع أن الأيام العادية التي كنا نعيشها قبل الـ«كورونا» باتت أمنية للجميع بأن تعود مرة أخرى، بكل حلوها ومرها، ولم يعد هنالك مجال سوى الرضا والقناعة، وبات من الطبيعي أن يتباكى الجميع على تلك الأيام تطبيقاً لمقولة (ولا يوم من أيـــــام ما قبل كورونا).
ولأن الحاجة أم الاختراع، فكر معظم الرياضيين في استحداث أفكار جديدة تعينهم على مواجهة الخسائر المالية الضخمة جراء ذلك الفيروس اللعين، ولا أدل على ذلك من تنظيم نادي لوكوموتيف لايبزج الذي يلعب في دوري الدرجة الرابعة الألماني مباراة افتراضية ضد فيروس كورونا، وناشد جماهيره شراء تذاكر تلك المباراة الوهمية عبر «الإنترنت»، مقابل يورو واحد للتذكرة، وكانت المفاجأة أن 120 ألف مشجع حول العالم اشتروا تلك التذاكر ودفعوا 120 ألف يورو، فأعلن النادي أن المباراة انتهت بفوز فريقه على «كورونا»، ليستعد لطرح مبادرات أخرى لحين القضاء على ذلك الوباء اللعين، بينما أعلن الاتحاد الجزائري لكرة القدم أن الرياضيين نجحوا في جمع مليون ونصف المليون دولار من أجل المساهمة في تأمين المعدات الطبية اللازمة لمواجهة الفيروس، ناهيك عن حماس اللاعبين في الدوريات الأوروبية لتخفيض رواتبهم أو التنازل عن مرتباتهم طوال شهور المعاناة، من أجل التخفيف من آثار الأزمة المالية التي تعيشها الأندية حالياً بسبب الشلل الذي أصاب الحركة الرياضية في كل أنحاء العالم.
وكعادته لم يكن نجمنا محمد صلاح «فخر العرب» بعيداً عن هموم أهل قريته، وتبرع لها بالمعدات الطبية التي من شأنها أن تخفف من معاناة مستشفيات القرية والقرى المجاورة، استكمالاً للدور الإنساني الكبير الذي يقوم به منذ أن أصبح سفيراً رياضياً فوق العادة لمصر في الملاعب الأوروبية.