الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

لبناني معاق يصنع تحفاً فنية ومجسمات لأماكن شهيرة من أعواد الثقاب

لبناني معاق يصنع تحفاً فنية ومجسمات لأماكن شهيرة من أعواد الثقاب
4 يوليو 2010 20:38
صنع سعادته بنفسه، وتحمل المشقات والصعاب برحابة صدر، نتيجة لحادث مأساوي تعرض له في فترة الشباب، أصيب بسببه بشلل نصفي، أضاف إلى جسده الجراح العميقة التي لم تلتئم، بالرغم من الإرادة الصلبة التي يتمتع بها. واستغل وقت فراغه الطويل بتنمية هواية أصبحت بعد ذلك مصدر رزق له حيث عمد إلى تحويل أعواد الثقاب إلى تحف فنية رائعة تتطلب جهداً مضنياً. ويقول هاوي عيدان الكبريت توفيق ضاهر إنه بدأ العمل بعد إصابته عندما شعر بأن المجتمع لا يرحم، وبأنه سيكون عبئاً عليه فيما لو بقي عاطلاً عن العمل ومقيداً بكرسي ينتظر عطف الناس بعدما لفظته عائلته وإخوته حين دخل السجن، انتقاماً ممن ألحق به العاهة المستديمة. وعن هوايته في فن تركيب عيدان الكبريت وتحويلها إلى لوحات ومجسمات جمالية رائعة، يشير ضاهر إلى أن إنجازه الأول كان تركيب بيت قداحة ضم 60 عود كبريت، ثم طاولة نرد، حيث استغرق العمل بها أربعة أشهر و22 ألف عود كبريت. أما مجسم سيدة حريصاً فعمل عليها ثمانية أشهر وتطلب 140 ألف عود كبريت، ليأتي بعدها مجسم هياكل بعلبك، حيث دام العمل ثلاثة أشهر واستهلك 24 ألف عود كبريت، فسفينة “يوم الكويتي” بعد أربعة أشهر عمل تطلب 18 ألف عود كبريت. ولسفينة “التيتانك” نكهة خاصة لدى ضاهر، لأنه يعتبر إنجازها حدثاً بحد ذاته، ففي اليوم العالمي لمجموعة “جينيس” سجل إنجازه وكان ذلك في 25 أغسطس عام 2002. في هذا السياق، يقول إن السفينة المذكورة غرقت بالبحر وذهب ضحية الغرق مئات الأشخاص الذين كانوا على متنها، وهو يقارن ذلك بنفسه حين كان في عز الشباب وتعرض لحادث إطلاق نار، فشعر بالغرق في هذه الحياة بعد الإصابة إلا أنه نجا بأعجوبة. أما فكرة برج إيفل، فجاءت من الخواطر التي كانت تنتابه وهو مقعد على الكرسي، فأحب أن ينجز عملاً له قيمة وفعل، وحتى يثبت للمجتمع بأنه ليس عاطلاً عن العمل، يقول ضاهر إنه بدأ العمل في “برج إيفل” عبر تصميم قاعدة بمقياس أربعة أمتار وربع، وبطول 6 أمتار و52 سم، وهي مؤلفة من ثمانية أجزاء وتطلب العمل لإنجازها 2316 ساعة، وستة ملايين عود كبريت، عدا ستة آلاف و240 لمبة، و23 “فلاشر” يضيء وينطفئ، والتكلفة كانت 11 ألف دولار، تبرعت بهم سيدة مجتمع. وعرض “برج إيفل” بحلته النهائية في أغسطس المنصرم، وقد زيّن بـ2116 متراً من الأشرطة، والعلم اللبناني الموقّع من الرئيس السابق إميل لحود في شهر سبتمبر عام 2004. وعن المصاعب التي واجهها في عمله، يقول إن أي عمل فردي وفي ضخامة ما أنجز، يحتاج الصبر والإرادة. وعن الحلم الذي يراوده، ويتمنى تحقيقه، يقول ضاهر إن أمنيته الوحيدة حالياً هي إنجاز مجسم للمسجد الأقصى، إلا أن العائق المالي أي تكلفة المشروع التي تتجاوز الـ25 ألف دولار، تقف حائلاً أمام تحقيق الأمنية.
المصدر: بيروت
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©