السبت 18 مايو 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

وساطة قبلية لوقف قتال الجيش اليمني و «القاعدة»

31 يناير 2013 00:36
عقيل الحـلالي (صنعاء) - تدخل زعماء قبائل يمنية أمس لوقف القتال المحتدم في محافظة البيضاء (وسط) بين القوات الحكومية ومسلحين قبليين مشتبهين بالانتماء لتنظيم «القاعدة» منذ الاثنين الماضي، وسط تحذيرات من اندلاع حروب قبلية في البيضاء. وقال مسؤول محلي لـ»الاتحاد» إن محافظ البيضاء اللواء الظاهري الشدادي اجتمع مساء أمس بزعماء ووجهاء قبليين في بلدة «رداع» القريبة من منطقة القتال بين الجيش ومسلحين من تنظيم «القاعدة»، بقيادة قائد الذهب وشقيقيه نبيل وعبدالرؤوف وهم وجهاء قبليين في محافظة البيضاء، حيث يحضون بدعم واسع من قبل مليشيات قبلية ومتطرفة هناك. ويقود الوساطة القبلية الشيخ أحمد القردعي من زعماء قبيلة «مراد» اليمنية المشهورة، والشيخ محمد جرعون أحد وجهاء قبائل «قيفة» المعروفة بشراسة مقاتليها الذين يقدر أعدادهم بـ30 ألف محارب، وانضم جزء منهم لمناصرة الذهب وجماعته المسلحة ضد القوات الحكومية. وذكر أحد وجهاء عشائر «قيفة» لـ«الاتحاد»، أن الوساطة القبلية عرضت على الطرفين «وقف القتال فورا»، والسماح للمسلحين المتشددين من الانسحاب من محافظة البيضاء إلى «مكان آخر»، مقابل التزام السلطات الحكومية بعدم شن غارة جوية على مناطق المحافظة، التي شكلت بعض مناطقها ملاذا آمنا للمتطرفين منذ خسارتهم منتصف العام الماضي معاقلهم الرئيسة في محافظتي أبين وشبوة الجنوبيتين. وأشار إلى أن قيادات عسكرية بالجيش اليمني اشترطت «تسليم» الأسلحة الشخصية والمتوسطة التي بحوزة المسلحين قبل السماح بانسحابهم من محافظة البيضاء. وقال «هذا شرط تعجيزي، لن يقبل المسلحون بتسليم أسلحتهم»، لافتا إلى أن أغلب الذين يقاتلون إلى صف الزعيم المتشدد قائد الذهب «من رجال القبائل». واتهم خالد الذهب وهو شقيق قائد الذهب ومقيم في صنعاء في حديث لـ»الاتحاد»، «أيادي خفية» داخل المؤسسة العسكرية بالسعي إلى إفشال الوساطة القبلية انتقاما من عائلة الذهب، التي قال إنها «مستهدفة» منذ سنوات. وتتهم السلطات اليمنية الذهب وإخوانه باحتجاز الرهائن الأوروبيين الثلاثة، وهم نمساوي وفنلنديان، اختطفوا في 21 ديسمبر الماضي من وسط العاصمة صنعاء. وأكد الذهب التزام أشقائه الثلاثة، الذين ينفون احتجاز الرهائن الأوروبيين، بتنفيذ بنود الوساطة القبلية، باستثناء تسليم السلاح، محذرا من أن «تعنت» السلطات الحكومية «سيؤدي إلى اندلاع حروب قبلية لا علاقة لها بقتال تنظيم القاعدة» الذي استغل الاضطرابات المستمرة في اليمن منذ عامين في توسيع نفوذه خصوصا في الجنوب، وشن هجمات مسلحة على أهداف عسكرية وأمنية في صنعاء والعديد من مدن البلاد. ودعا شقيق القائد المحلي للقاعدة في البيضاء، الرئيس الانتقالي عبدربه منصور هادي إلى التعامل مع كافة الأطراف باعتباره «أبا لجميع اليمنيين»، مؤكدا استعداده مجابهة أشقائه «إذا لم ينصاعوا لاتفاق التهدئة السلمي». وحذر الشيخ إبراهيم الجبري وهو أحد مشايخ قبائل «قيفة» أمس، من أن الصراع المسلح في البيضاء سيخلف «أحقادا تتوارثها الأجيال»، لافتا إلى أن قدوم الجيش بأسلحته الثقيلة إلى بلدات محافظة البيضاء «استفز» الأهالي الذين قال إنهم تعاطفوا مع المسلحين. وقدر الجبري أعداد المسلحين بأكثر من 400 شخص يمتلكون «أسلحة مضادة للطائرات ورشاشات آر بي جي»، نافيا علمه بوجود الرهائن الأوروبيين بحوزة مقاتلي تنظيم «القاعدة». وأطلع وزير الخارجية اليمني أبو بكر القربي أمس سفير فنلندا غير المقيم لدى اليمن يارنو سيريالا، على الجهود التي تبذلها السلطات الأمنية من أجل تحرير المختطفين الفنلنديين والنمساوي من قبضة الخاطفين»، حسب وكالة الأنباء اليمنية «سبأ». وأكد القربي أن «السلطات اليمنية لن تأل جهدا في العمل على سرعة إطلاق سراح المختطفين وضمان عدم المساس بهم». وكانت اشتباكات متقطعة اندلعت أمس بين المتشددين والقوات الحكومية المرابطة في منطقة «وادي الثعالب» بالقرب من بلدة «المناسح»، مسقط رأس قائد الذهب. وعززت القوات الحكومية انتشارها في منطقة «وادي الثعالب» بدبابات ومدرعات عسكرية، فيما يتحصن المتشددون على أطراف المنطقة، وسط ترقب من الطرفين لنتائج مفاوضات زعماء القبائل مع محافظ البيضاء، وقائد الهجوم العسكري اللواء محمد المقدشي نائب رئيس هيئة أركان الجيش اليمني للشؤون الفنية. ويحتجز المتشددون 27 جنديا وقعوا في الأسر في جولات سابقة أوقعت منذ الإثنين الماضي عشرات القتلى والجرحى، غالبيتهم من الجنود، حسبما أفاد لـ»الاتحاد» مصدر عسكري مطلع أمس. إلا أن بيانا رسميا أصدره الجيش اليمني، الليلة قبل الماضية، أكد مقتل وجرح العشرات من المسلحين المتشددين «بعد توجيه ضربات قاضية إلى التجمعات الإرهابية». وأشاد البيان بـ»المواقف البطولية التي أبداها المقاتلون خلال تصديهم للإرهابيين، دفاعا عن أمن الوطن والسكينة العامة».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©