عدد اليوم
دينا محمود (لندن)
كثفت السلطات البريطانية جهودها لمواجهة الأضرار الناجمة عن العاصفة العاتية «دينيس»، التي لا تزال تجتاح مختلف أنحاء البلاد، مصحوبة بأمطار غزيرة أسفرت عن حدوث فيضانات ضربت الكثير من المناطق خاصة في ويلز، ما أدى إلى إخلاء مئات المنازل، بالتزامن مع إلغاء المزيد من الرحلات الجوية، وتعطل الحركة على بعض خطوط قطارات السكك الحديدية.
ورفعت هيئة الأرصاد الجوية في المملكة المتحدة مستوى التحذير من الطقس العاصف المصاحب للعاصفة، إلى اللون الأحمر بعدما ظلت التحذيرات تتراوح خلال اليوم الأول لـ «دينيس» بين اللونين الأصفر والكهرماني الأقل خطورة.
وبررت الهيئة هذه الخطوة - التي وُصِفَت بالنادرة - بأنها ناجمة عن «اتساع نطاق الخسائر الناجمة عن العاصفة»، التي تضرب البلاد بعد أقل من 10 أيام من العاصفة «كيارا»، التي لا تزال بريطانيا تعاني من الأضرار الجسيمة التي نجمت عنها حتى الآن.
ونشرت السلطات قوات الجيش في بعض المناطق لبناء استحكامات من الفيضانات المفاجئة، التي بلغ عدد التحذيرات الصادرة بشأن إمكانية حدوثها إلى 594 تحذيراً، وهو المستوى الأعلى على الإطلاق الذي يُسجل في يوم واحد في إنجلترا، منذ بدء توثيق الوقائع المرتبطة بالطقس هناك.
وشملت هذه التحذيرات، سبعة تتعلق بإمكانية وقوع «فيضانات عاتية» في إنجلترا وويلز واسكتلندا، مع وصول منسوب المياه في بعض الأنهار إلى أعلى مستوياته منذ عام 2000، جراء أمطار غزيرة بلغت كميتها خلال 24 ساعة في بعض المناطق، ما يقارب ما يهطل منها عادة أثناء شهر كامل.
وقال وزير الدفاع البريطاني بِن والاس إن قوات الجيش على «استعداد مستمر لدعم السلطات المحلية والمناطق المتضررة» مؤكدا أن سرعة استجابة «القوات المسلحة ستساعد في إغاثة المنكوبين بالفيضانات، خاصة في المناطق الغربية من مقاطعة يوركشير».
أما وزير النقل جرانت شابس فقال إن الحكومة كثفت خلال الساعات الماضية جهودها لـ «التعامل مع أوضاع الطقس المتطرفة للغاية» الناجمة عن العاصفة «دينيس».
وأوضح أن السلطات خصصت في الفترة ما بين 2015 و2021، ما يصل إلى 2.4 مليار جنيه إسترليني (أكثر من 3 مليارات دولار) لحماية المناطق المهددة بالفيضانات، وأنها ستزيد هذه المخصصات إلى نحو 5.2 مليار دولار خلال السنوات الست التالية لذلك.
وقد أدت العاصفة العاتية إلى غمر الكثير من الطرق السريعة ومسارات السكك الحديدية، وانقطاع التيار الكهربائي عن أكثر من 700 منزل في بريطانيا، وسط تحذيرات من إمكانية أن يؤثر ذلك على إمدادات الغاز، ولعدة أيام كذلك.
بالتوازي مع ذلك، اضطرت شركات الطيران الكبرى في المملكة المتحدة خلال الساعات الماضية إلى إلغاء أكثر من 300 رحلة، بجانب تواصل توقف أو تأخر الحركة على العديد من خطوط السكك الحديدية، ما أدى لتضرر نحو 40 ألف شخص، في اليوم الثاني من «دينيس» التي اشتدت قوة الرياح المصاحبة لها، لتصل إلى ما يزيد على 90 ميلاً في الساعة (قرابة 145 كيلومتراً في الساعة).
وأثرت العاصفة على الحركة الجوية في مطارات هيثرو وجاتويك وستانستيد وأدنبرة وجلاسجو، بينما تم تعليق حركة سير القطارات في جنوب ويلز ومناطق في إنجلترا واسكتلندا، في ظل توقعات بأن يصل تأثير «دينيس» المدمر في وقت لاحق إلى إقليم إيرلندا الشمالية مع تحركها نحو الشمال.
وبينما حثت السلطات السكان في المناطق الأكثر تضرراً على توخي الحذر في أي تنقلات محتملة، دعت الشرطة سائقي السيارات في مختلف أنحاء بريطانيا إلى الإحجام عن القيادة ما لم يكن ذلك ضرورياً.
وعثر خفر السواحل على جثتين لشخصين غرقا بفعل ارتفاع الموج بشكل كبير خلال الساعات الثماني والأربعين الماضية في بحر الشمال، قبالة سواحل مقاطعة كنت، جنوب شرقي إنجلترا، لكن من غير الواضح حتى الآن ما إذا كان الأمر مرتبطاً بالعاصفة الحالية أم لا.
