الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

رسالة بوجسيم

23 أكتوبر 2011 23:37
أتساءل دائماً بيني وبين نفسي، لماذا نجح الدولي العالمي علي بوجسيم وصال وجال وكان محل تقدير واحترام أينما حل وارتحل دون سواه من حكامنا النخبة ؟ ولماذا لم تجد كرة القدم وسلك التحكيم في الإمارات بحكم مثله يصل أو يقترب من المستوى والسمعة التحكيمية العالمية التي حصل عليها بوجسيم، وما هي “الكاريزما” التي تجعل من اللاعبين والإداريين والجماهير يتقبلون قرارات الحكم كما كان يحدث مع بوجسيم؟ كلها أسئلة وحوارات داخلية دارت في بالي بعد الانتقادات الجماهيرية والإدارية لحكامنا الذين يديرون مسابقة دوري المحترفين في نسخته الرابعة. وفي رأيي يتلخص تفوق بوجسيم خلال مسيرته التحكيمية في شخصيته القوية التي لا تجامل فريقا كبيرا على حساب آخر متواضع يقبع في مؤخرة الترتيب أو فريق صاعد للتو، ولم يكن يجامل لاعبا كبيرا أو نجما عن آخر وكل قراراته خاضعة لقوانين اللعبة، والأهم من كل ذلك أن بوجسيم كحكم كان يرى نفسه كنجم من نجوم اللعبة له حقوق وعليه واجبات ولهذا كان إعداده لنفسه ربما يفوق إعداد الآخرين، باختصار كان بوجسيم حكما يطبق الاحتراف قبل أن نسمع عنه في الإمارات، وكان موهبة فذة في عالم التحكيم العالمي. والتاريخ لن ينسى حكمنا الدولي السابق علي أبو جسيم الذي مثل وشرف الإمارات في المحافل الدولية وكان أحد أهم سفراء التحكيم العربي والآسيوي في البطولات العالمية الكبرى وأبرزها بطولات كأس العالم الذي شارك فيها بوجسيم ثلاث مرات بداية من مونديال أميركا 94، ومونديال فرنسا 98 وأخيراً مونديال كوريا واليابان 2002 والكثير من المباريات الكبيرة التي كانت الاتحادات القارية الأخرى تستعين به كحكم محايد، وكانت كل مشاركاته له وساما على صدر كل إماراتي. نتفق ولسنا على خلاف بأن الحكام معرضون لأخطاء أثناء المباريات وأن الحكم بشر يصيب ويخطئ، لكن في الحضور الذهني واللياقة البدنية العالية والوجود عند الخطأ كلها عوامل تجعل من الحكم أقل عرضة للأخطاء، وفي عرف كرة القدم فإن الحكم الأقل أخطاء هو الأفضل، لاسيما عندما تكون الأخطاء بسيطة لا تغير في النتيجة النهائية للمباراة. إن ما يحدث في مباريات دوري المحترفين هذه الأيام شيء لا يصدق ولا يمكن أن نقنع الجماهير الغاضبة بأن الأخطاء جزء من اللعبة والحكم بشر يخطئ ويصيب، باعتبار أن الأخطاء دائما ما تصب في تجاه واحد، وهذا يعكر الصفو وينذر بالخطر، وقديما قالوا المساواة في الظلم عدالة. إن موهبة علي بوجسيم كحكم وكشخصية قيادية تحترمها وتقدرها في الملعب أو خارج الملعب كانت السبب المباشر لتألقه في سماء التحكيم، ويا حكام هذه الأيام، وأخص الشباب، ارجعوا إلى تاريخ بوجسيم ومبارياته التي أدارها سواء في الدوري المحلي أو المباريات العالمية وستجدون لماذا لمع نجمه عن بقية الحكام سواء في الإمارات أو في آسيا وحتى عالميا. alassam131@hotmail.com
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©