عدد اليوم
علي معالي (دبي)
جاءت نسخة «عام التسامح» في بطولة دبي الدولية لكرة السلة تاريخية بكل المقاييس، بحضور جماهيري رائع، ومستوى فني متميز، ويوم ختامي لم يحدث في تاريخ هذه البطولة، التي وصلت إلى النسخة 30 بأن حضرها مسؤول كبير من دولة صديقة، حيث شهدت صالة نادي شباب الأهلي دبي وجود سعد الحريري رئيس مجلس وزراء لبنان، وهو ما يحدث للمرة الأولى، حيث تابع وشاهد مباراة الرياضي وبيروت اللبنانيين في ختام هذا الحدث الاستثنائي.
وما قدمته السلة اللبنانية في هذه البطولة كان جيداً للغاية، أثمر في النهاية عن وجود 3 فرق في المربع الذهبي، ليصل منهم الرياضي وبيروت للمباراة النهائية، وحل الهومنتمن في المركز الرابع خلف مايتي اللبناني، وجاء اللقب الذي توج به الرياضي اللبناني على حساب بيروت، عن جدارة لينجح الرياضي في كسر رقمه القياسي كأكثر فرق البطولة فوزاً باللقب ليضيف لقبه السابع بعد ألقابه أعوام (2005 - 2006 - 2008 - 2009 - 2013 - 2015).
حضر رئيس مجلس الوزراء اللبناني برفقة حميد القطامي نائب رئيس اللجنة الأولمبية الوطنية، وحمد الشامسي سفير الدولة في بيروت، ورئيس الاتحادين العربي والإماراتي اللواء إسماعيل القرقاوي، وسفراء عدة دول، وحرصوا جميعاً على النزول إلى أرض صالة شباب الأهلي خلال فترة الاستراحة ما بين الشوطين، ومصافحة لاعبي الفريقين، والتوقيع على الكرة الرسمية لـ«نسخة التسامح»، التي تحمل رقم 30 في تاريخ البطولة.
وبهذا الفوز أهدى الرياضي بانتصاره السلة اللبنانية لقبها الـ12 بتاريخ البطولة، خصوصاً أن لقب الرياضي السابع جاء مكملاً لفوز مواطنه الحكمة بلقب دبي عامي «2002- 2016»، والشانفيل «2003- 2004»، وأنيبال زحلة في نسخة 2012.
من جانبه، أشاد سعد الحريري، رئيس وزراء لبنان، بالدعم الذي توليه القيادة الرشيدة للرياضة الإماراتية التي تبوأت مراتب عالية في شتى الألعاب، وقال: إن البطولة تعتبر محطة مهمة لإعداد الفرق والمنتخبات العربية، التي تعتبر المستفيد الأكبر، لأنها قادمة على استحقاقات قارية ودولية مثل لبنان والأردن اللذين يستعدان لخوض التصفيات النهائية المؤهلة لنهائيات كأس العالم بالصين.
وذكر رئيس وزراء لبنان أن مشاركة ثلاثة أندية لبنانية في دولية دبي، دليل على السمعة الطيبة التي اكتسبتها هذه البطولة العالمية على مدى ثلاثين عاماً، مشيداً بحسن التنظيم والمنافسة القوية بين الفرق، لدرجة أنه لم يتمكن أحد من التكهن مسبقاً بالنتائج.
وفي معرض حديثه عن المباراة النهائية، أشاد الحريري بالمستوى المميز، الذي قدمه كل من الرياضي وبيروت والروح الرياضية العالية، التي كانت علامة مميزة طوال الأشواط الأربعة، مهنئاً الرياضي على لقبه، ومؤكداً أن مثل هذه البطولات والإنجازات ليست غريبة على فريق عريق مثل الرياضي، وعلى حد قوله: إن الفائز في النهاية هو لبنان.
وحرص الحريري على تقديم التهنئة إلى اللواء «م» إسماعيل القرقاوي رئيس الاتحادين الإماراتي والعربي رئيس اللجنة المنظمة، على هذا التنظيم الرائع، متمنياً استمرار هذا الحدث الرياضي المهم والأبرز في منطقة الشرق الأوسط.
من جانبه، وجه اللواء إسماعيل القرقاوي أكثر من رسالة عتاب قائلاً: «واجهنا طوال 30 عاماً مضت من تاريخ هذه البطولة الكثير من الصعوبات في تنظيمها، لكن كان معي دائماً فريق من المنظمين، خاصة الشركات التي تدعم هذه البطولة العريقة، وللأسف لم تقدم المؤسسات الحكومية لنا الدعم المناسب والمفروض أن تقدمه هذه المؤسسات، ولم يكن لدينا هدف شخصي من تنظيم هذه البطولة على مدار 30 عاماً، سوى الارتقاء بمستوى اللعبة ورفع راية وطننا لإظهارها أمام المحيطين بنا بقدرتنا على تنظيم بطولة في كرة السلة تستمر لسنوات طويلة، حتى وصلنا بها إلى النسخة 30».
وتابع: «من دون شك هذه البطولة أعطت صدى متميزاً لدولة الإمارات في المحيط الرياضي الخارجي، خاصة أنها تحمل اسم إمارة دبي، وكان حرصنا على التنظيم المستمر إبراز الصورة الجميلة لبلدنا، والحضور المتميز في اليوم الختامي للنسخة 30 يؤكد ما قمنا به خلال السنوات الماضية من حضور سياسي بارز برئاسة سعد الحريري رئيس مجلس وزراء لبنان، وحميد القطامي نائب رئيس اللجنة الأولمبية وعدد من السفراء». وانتقل القرقاوي إلى نقطة أخرى مهمة للغاية، وقال: «من الوارد ألا تستمر دولية دبي في ظل المعاناة التي وجدناها في الأعوام السابقة، ولاحظنا طوال السنوات الماضية أن الدول العربية والصديقة التي تشارك في البطولة تطالبنا بالاستمرار، لكن واقعنا المحلي لا يشجع على الاستمرار». ووجه القرقاوي الشكر إلى مجلس إدارة نادي شباب الأهلي دبي الذي منح اتحاد السلة صالة البطولة، وهي مؤجرة، حيث تحمل شباب نادي الأهلي مبلغ 200 ألف درهم للشركة المستأجرة للصالة، ولابد من توجيه الشكر إلى كافة اللجان التي عملت والشركة الراعية.
