لماذا أنا هكذا ؟

المشكلة: عزيزي الدكتور : لا أعرف كيف أبدأ كلامي دون مقدمات، لكن مشكلتي تؤرقني كثيراً، وتحزنني أكثر لقد عشت وحيدة منذ الطفولة، لم يكن لدي صديقة مقربة، ووالدايّ مطلقان منذ مدة طويلة. وأشعر بأن ليس هناك من أتكلم إليه، أو من يشعر بي، فإنني أقضي معظم وقتي مع الإنترنت، وأشعر بكآبة وهم وضيق أغلب ساعات يومي. حاولت أن أكوِن صداقات لكن هناك ما يمنعني، ربما خجلي الزائد، أو الخوف، أو عدم ثقتي في نفسي.لا أعلم.. لماذا شخصيتي هكذا! إنني أتمنى أن أتخلص من خجلي الزائد، لأنه يسبب لي مشاكل كثيرة في كل موقف وكل مكان ولا أستطيع الاستفسار أو التحدث مع أي شخص للمرة الأولى. أشعر أن حياتي فعلاً أصبحت لا تطاق، ولدىّ آمال وأحلام أود أن أحققها، لكن خجلي يمنعني كثيرا للأسف. هل من الممكن أن أجد الحل لو ذهبت الى طبيب نفسي؟ وهل هناك أدوية من الممكن أن تزيل عني هذه الأعراض من خوف وخجل ولعثمة ؟ لا تقل لي حاولي تغيير نفسك بنفسك.. أو افعلي كذا، هذا ليس بيدي، فقد حاولت كثيراً لكن دون فائدة، كنت أشعر بالعجز الشديد في كل مرة حاولت فيها. وأتمنى فعلاً أن أجد حلاً، بم تنصحني وكيف تساعدني جزاك الله خيراً. هدى أحمد النصيحة: أندهش من قولك”لا تقل لي ابدئي بنفسك أو افعلي كذا”. إذن كيف أساعدك؟ ألم تسمعي قول الحق تبارك وتعالى” إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم”؟. إن امتلاك قرار وعزيمة التغيير يتوقف عليها أكثر من 95% من النجاح. ولن يتم تغيير الأمر ما لم يكن عندك عزم وإرادة لذلك ويبدو أن طبيعة التنشئة الأسرية لها دور في طبيعتك حيث تربيت في بيت خالٍ من الدفء وعدم وجود شقيقات، أدى إلى عدم تفاعلك مع الآخرين، وتعودت على قضاء وقت طويل بمفردك والاستسلام لوحدتك. إبدئي الآن وأوجدي من داخل العائلة أختاً وصديقة مقربة لك، ويفضل تكون بعمر أكبر بقليل عنك حتى يتسنى لك الحديث معها بحرية وأيضا أخذ المشورة إذا احتجت لها، واعلمي أنه لا يوجد إنسان إلا وله سمات إيجابية، ولا يوجد مخلوق كله عيوب فقط، ولا بد من معرفة ما تتميزين وما لديك من سمات إيجابية. أنت في حاجة ماسة للاستعانة بأخصائي نفسي كي تتكلمي معه بحرية وتحدثي عما يدور بشكل أكثر وضوحاً عن أسباب ذلك، واطمئني.. فالحل بإذن الله سهل ولكن يحتاج لخطوات إجرائية ومعرفة الأسباب التي أدت لهذا الشعور والوحدة، ووضع طريقة لتتجاوزي هذا الأمر من الآن. أنت لديك من القوة ما يؤهلك لذلك، ولن يتم التغيير عن بعد، ولكن بك أنت، وأقبلي على الحياة واشعري بالسعادة، فأنت أفضل من غيرك في أمور كثيرة.