البطالة تهدد الانتعاش البريطاني الهش

ارتفع معدل البطالة بصورة مفاجئة في بريطانيا بنحو 35,000 إلى 2,5 مليون في غضون ثلاثة أشهر حتى أكتوبر وذلك في أول زيادة منذ فصل الربيع، مصحوب بقلق ما إذا كان الأداء القوي الذي شهده سوق العمل مؤخراً في المملكة المتحدة سيستمر في العام المقبل. وأعربت الحكومة البريطانية عن اهتمامها بنسبة الزيادة الكبيرة في معدل البطالة في البلاد. كما انخفضت نسبة التوظيف بعد النمو القوي الذي شهده القطاع في فصل الربيع الماضي في الوقت الذي فشل فيه القطاع الخاص في توفير فرص عمل كافية لتعوض عن تلك المفقودة في القطاع العام. وارتفع معدل البطالة من 7,8% في الربع السابق إلى 7,9% ليقترب من الرقم القياسي في الفترة بين يناير إلى مارس عند 8%. ومع ذلك، انخفض عدد الباحثين عن مساعدات العاطلين عن العمل بنحو 1,200 إلى 1,46 مليون. ويقول الخبراء إن ادعاءات لندن في أن الاقتصاد خرج من دائرة الخطر ليست متوافقة مع ارتفاع معدل البطالة. لكن الحكومة أشارت إلى انخفاض عدد المتقدمين إلى الوظائف وإلى ارتفاع عدد الوظائف الشاغرة حيث ذكرت أن برنامجها “العودة إلى العمل” سيكون الأكبر خلال السبعين سنة الماضية. ويتوقع العديد من المحللين ارتفاع معدل البطالة خلال العام المقبل حيث تبدو الزيادة في عدد العاطلين عن العمل واضحة مقارنة بالأشهر الثلاثة الماضية بغض النظر عن الانتعاش في شهر يوليو. ويتوقع المتشائمون أن تبلغ نسبة البطالة 8,5% أو حتى 9% بحلول 2012 وذلك قبل أن تبدأ في الانخفاض مرة أخرى. ويشير مكتب الإحصاء الوطني إلى انخفاض التوظيف في القطاع العام بنحو 33,000 إلى 6 ملايين في الربع المنتهي في سبتمبر مع انخفاض في وظائف الحكومة المحلية بنحو 18,000 وفي المركزية 12,000. كما انخفض معدل التوظيف العام بنحو 33,000 إلى 29,1 مليون في غضون الأشهر الثلاثة الماضية حتى أكتوبر. كما انخفضت وظائف الدوام الكامل بنحو 58,000 في الوقت الذي انخفضت فيه وظائف الدوام الجزئي بنحو 26,000. وكذلك شهدت قطاعات الصناعة والبناء والخدمات المهنية تراجعاً ملحوظاً. ويذكر أيان برينكلي من مؤسسة “ويرك فاونديشن” أن الاهتمام الأكبر ينحصر الآن في أنه لا يلوح انتعاش قريب في قطاع وظائف الدوام الكامل. ويقول “ليس في مقدور سوق العمل استيعاب عدد كبير من الوظائف المفقودة حتى تبدأ وظائف الدوام الكلي في القطاع العام في العودة مرة أخرى”. وارتفع عدد العاطلين عن العمل والذين تتراوح أعمارهم بين 16 إلى 24 سنة بنحو 28,000 إلى 943,000، وبين النساء بنحو 24,000 إلى 1,04 مليون وهي أعلى نسبة منذ العام 1988، وبين الرجال بنحو 11,000 إلى 1,46 مليون. وزاد عدد الذين يعملون في وظائف دوام جزئي لعدم توافر دوام كامل بنحو 46,000 إلى 1,16 مليون وهو رقم قياسي أيضاً. ويعلق جون فيلبوت من “معهد شارتر لشؤون الموظفين والتطوير” على هذا الرقم في أنه لا يبعث على الطمأنينة أبداً. وشهد نمو الأجور نوعاً من الارتفاع النسبي لكنه لا يزال دون التضخم. كما ارتفع الدخل بما في ذلك الحوافز من 2.1% في الفترة بين يوليو إلى سبتمبر، إلى 2.2% في الأشهر الثلاثة حتى أكتوبر مقارنة بالسنة الماضية. وتشهد منطقة الشمال الشرقي من بريطانيا أعلى نسبة في ارتفاع معدل البطالة بنحو 0,6% عند 9,7%، في الوقت الذي يشهد فيه الجنوب الغربي أعلى نسبة تراجع بنحو 0,3% عند 5,7%. نقلاً عن: «فاينانشيال تايمز» ترجمة: حسونة الطيب