الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

قاسم حداد يصدر ديوانه الشعري الجديد «طرفة بن الوردة»

25 سبتمبر 2011 23:31
صدر حديثا للشاعر البحريني قاسم حداد ديوان شعر جديد حمل عنوان «طرفة بن الوردة». وتحت عنوان «مدخل إلى بلاغة التكوين»، قدم للديوان القاص والشاعر والناقد السينمائي أمين صالح، وورد في تقديمه «بدأب نقّاش، بصبر ناسك، ببصيرة راءٍ، يمسكُ القلم وفي حنوّ يخطّ على ورق حنون لا يشاكس ولا يتأفف.. ناثراً الحبر، في تناسق، على بياض يخون بياضه أحياناً، كأنه يمزج الليل والنهار في أفقٍ يتدلى كالثوب، أفقٍ لا يحكمه غير شاعر يعرف خبايا الكلمات لكن يجهل سرائر الكائنات، ولا يحتكم إليه – إلى هذا الأفق الذي يربك نفسه بتحولاته الدائمة - غير حالم يبعثر صوره لتكون علامات غامضة يستدلّ بها حالمون غامضون يأتون بعده». ويضيف «مموّجاً الحروف لتركض على السطح الحيّ برشاقة الريح، غير عابثة وغير طائشة، لكن خالقةً حركتها الخاصة وإيقاعها الخاص، تصهل وتصيخ مأخوذةً بالأصداء.. وهو، مثل سائس المصائر الخفيّة، يرنو مأسوراً إلى حروفه التي صارت تنتحل أشكالاً ما خطّط لها ولا تنبأ بها.. تاركاً لكائناته الجهاتَ كي تسرح في تضاريسها، وبين تخومها تهبّ –هذه الكائنات- على بقاع لا تنتسب إلى تاريخ ولا إلى خرافة ولا إلى جغرافيا، لكن قد تتقمّص – هذه البقاع – ما تشاء من أقنعة ومن تآويل. تاركاً لها حرية الماء وسخاء الرمل وفضول المطر. هذا ما يفعله الشاعر قاسم حداد مع مخلوقاته، مع ما ورثه وما ابتكره من صور وكلمات.. وحيداً مثل حالم يتمنى أن يتقاسم الجميع حلمه». أما الشاعر قاسم حداد فيستهل كتابه بـ»طرفة بن الوردة.. تقريباَ» فيقول: «طرفة بن العبد، الفرق بيني وبينه أنه نَـهَـرَ الحياة باكراً، تجرعَ القدحَ الأعظم وذهبْ، فيما لا أزال أتعثر بحضوره الفاتن في كل نأمة ولمعة ضوء. دون أن تكون المسافة الزمنية حجاباً أو حائلاً أو امتيازاً. لم أتمكن من تفاديه لحظة واحدة. ما إن عرفتُ احتدامه مع قبيلته، ما إن شعرتُ بخروجه عن الخيمة إلى الصحراء، وسمعته يكرز في الكون: (وظلم ذوي القربى أشدّ مضاضة) حتى أحسستُ بذلك السر الغامض ينسرب في شرايين روحي وتفاصيل حياتي الباقية، ويبدأ في صياغة مكبوت العديد من قصائدي، التي جَهَرَتْ بتقاطعها الحميم مع «طرفة بن العبد»، كتابة وتجربة، وتلك النصوص التي استبطنته أو تقمصته، أو تلك التي وضعته تعويذةً في الحل والترحال، شعراً ونثراً ومضاهاة. كلما تقدم بي العمر والتجربة، أصبح هذا الكائن الغامض البعيد أقرب إليّ من حبل الوريد، لا أتنازل عنه، لا أنكره، وليس لي سلطة عليه، فيما سطوته الغريبة عميقة ودالّة في روحي وحبري. رافقني «طرفة بن العبد» في الحانة والزنزانة، واقتسمتُ معه النص والشخص، في المتن والهامش والحاشية. لم أنجز كتابةَ إلا وكان له فيها حصةُ القرين. لم يعد ممكناً توصيف الحدود بيننا إلا بالقدر الذي يتسنى للسيف أن يمر على مسافة الروح والجسد بلا دمٍ ولا فضيحة. رفقة تتجاوز الكلمات، رفقة تصقل الحياة». ويضيف «هذا كتاب سعيتُ إليه أربعين عاماً وأنجزته في أربع سنوات، وأخشى أن ذلك كله لم يكن كافياً بعد. وحين تكتمتُ على ما كنت أشتغل عليه في المخطوطة، فذلك لأنني لستُ متيقناً مما كنت أصنع، ولم أزل، لستُ مدركاً تماماً ماذا فعلت. وكنت قد أطلعتُ بعض الأصدقاء، أدباء وفنانين، على جانبٍ مما أصنع، لأتثبّت من مواقع أقلامي». ومن مزاج الشعر في طرفة بن الوردة نقرأ بعنوان «كونشيرتو الضياع»: «ضاع على رسله أغفى على فرس ضائعة أضاع بوصلة الوقت أرخى خريطته كي يضيع لم تضيِّع بلاد فتى مثله ضيّعه الضائعون كلما ضاع في ليل أحلامه أضاءت له الخطواتُ الطريقَ على رسله ضائع ويضيع ويحنو عليه الضياع».
المصدر: الشارقة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©