الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

قوانين ونواميس كونية (1)

24 سبتمبر 2011 22:38
إن المتأمل في هذا الكون الفسيح الواسع المتماسك المتجانس ذي النظام الواحد والمتكامل في أدائه المختلف في تكويناته المتشابك بانسجام والمتصل في تفاعله لأدرك أن له قوانين تحكمه تجعله منظومة واحدة هذه المنظومة تدل على أن الخالق واحد جل في علاه. والقوانين الكونية (السنن والنواميس) التي وضعها المولى عز وجل كثيرة نكتشف منها الشيء اليسير، ولكننا ندرك وجودها من خلال سير الكون بنظام دقيق محكوم كما هو الأمر في حالات القمر حيث يقول تعالى: (وَالْقَمَرَ قَدَّرْنَاهُ مَنَازِلَ حَتَّى عَادَ كَالْعُرْجُونِ الْقَدِيمِ) (يس:39). وتحدث تبارك وتعالى عن نظام عمل الشمس والقمر وفق ناموس دقيق دون إحداث خلل فقال: (لاالشَّمْسُ يَنبَغِي لَهَا أَن تُدْرِكَ الْقَمَرَ وَلا اللَّيْلُ سَابِقُ النَّهَارِ وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ)(يس:40). القوانين الكونية تأخذ أبعاداً متنوعة في حياتنا الدنيا، منها العلمي في مجال الفلك والفيزياء والكيمياء وغيرها، ومنها في مجال الطب وعلم والأحياء وغيرها من حقول العلم والمعرفة. ومنها قوانين لها مرجعية دينية تتماشى مع بقية العلوم تسير وفق مشيئة الخالق، وهذا يدل على عظم هذا الخلق، قال تعالى: (وَتَرَى الْجِبَالَ تَحْسَبُهَا جَامِدَةً وَهِيَ تَمُرُّ مَرَّ السَّحَابِ صُنْعَ اللَّهِ الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ إِنَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَفْعَلُونَ)(النمل:88). فلو تأملنا في الحياة والأشياء التي من حولنا لوجدنا أن كل شيء يسير وفق نظم وقوانين.. فللعمل والمؤسسات والشركات والمنظمات والجمعيات وغيرها نظم تحكمها تعمل جميعها وفقاً لها، كما أن للتعاملات الإنسانية والأسرية والزوجية والتجارية قوانين تنظم تلك العلاقات والتعاملات على أكمل وجه دون خلل... ولو تأملنا في أنظمة السير لوجدنا الإشارات واللافتات تعمل جميعها وفق نظام سير المركبات المتفق عليه والمعتمد، والأمر نفسه في الملاحة البحرية والجوية وسكك القطارات والشيء نفسه في الاتصالات السلكية واللاسلكية والأقمار الاصطناعية وغيرها. وللبحار قوانينها مثال على ذلك قوله تعالى: (مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ يَلْتَقِيَانِ (*) بَيْنَهُمَا بَرْزَخٌ لاَّ يَبْغِيَانِ)(الرحمن:19-20)، فقد وضع فيها قانون أذهل علماء البحار والفيزياء، بحران يلتقيان فلا يطغى أحدهما على الآخر، وكأن هناك شيئاً يفصلهما، وهو بالفعل هناك شيء يفصلهما، فكثافة الأشياء نظام وقانون يعمل على فصل الأشياء عن بعضها، وهذا يتضح لنا جلياً عندما نضع الزيت على الماء، فمهما حاولنا خلطهما يعود الوضع الطبيعي بعد فترة قصيرة، ولا يمكن أن يُخلطا إلا إذا خضعا لقانون آخر أقوى من قوانينهما. وكثير من الاكتشافات العلمية تعمل وفق هذا الشيء. فالذرة مثلاً تتكون من نواة (فيها بروتون وبيوترون)، وإلكترون، فالنواة شحنتها موجبة والإلكترون شحنته سالبة، ومع هذا الاختلاف في القطبية (بين الموجب والسالب) إلا أن الإلكترونات تدور في مداراتها تنتقل من مدار إلى آخر وفق مقدار الطاقة المكتسبة أو المفقودة، ولكن لا يمكن أن تلتصق وتصطدم في النواة. د.عبداللطيف العزعزي | dralazazi@yahoo.com
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©