الثلاثاء 19 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
24 يناير 2011 20:20
جاءت امرأة صينية فقدت ابنها الوحيد إلى حكيم تطلب وصفة تعيد ابتسامتها للحياة التي غابت بوفاة فلذة كبدها الذي عاشت معه حياة سعيدة. أجابها الحكيم أنه قادر على ذلك بكل يسر، فرحت السيدة آملة في حل يعيدها للأيام الخوالي، وطلب منها أن تأتيه بحبة خردل واحدة من بيت لم يذق أهله طعم الحزن أبداً من نفس القرية التي تسكنها. خرجت السيدة من عند الحكيم تسعى وراء الحل، طرقت أول باب يصادفها، وقالت إنها ترغب في حبة خردل، واشترطت أن لا يكون هذا البيت قد عرف الحزن أبداً، خرجت سيدة في مقتبل العمر، وبشرتها بتوفر طلبها، لكن حين سمعت الشرط توقفت، بل وبكت وحكت قصتها مع حزنها بعد موت زوجها وتركه أولادا يحتاجون الرعاية.ساعدتها صاحبة الطلب في رعاية هؤلاء الصغار وباتت تأتي عندها كل يوم، ولم تنس مرادها، وظلت تبحث عن حبة الخردل، وطرقت باباً آخر، فخرجت سيدة أخرى وقالت لها أن طلبها متوفر، لكنها حزينة جداً لفقرها الشديد، وحزنها على أولادها الذين لا يجدون ما يقتاتون به وينامون جياعا كل ليلة، رجعت المرأة لبيتها وحملت ما تستطيع حمله لسد رمق صغار هذه السيدة الفقيرة، وباتت تزورها وتساعدها على إعالة صغارها. وظلت هكذا تساعد وتبحث عن حبة الخردل وطالت مدة بحثها عن مرادها، لكنها بدأت نسيان حزنها شيئاً فشيئاً، انخرطت في العلاقات الاجتماعية، وباتت تحقق سعادتها من خلال ما تقدمه للآخرين، ورغم تجوالها في كل القرية وطرقها لكل أبوابها فإنها لم تحصل أبداً على بيت لم يذق الحزن، هكذا علمت أنها ليست الوحيدة في دنياها التي فقدت عزيزاً وحرمت من السعادة التي كانت تنعم بها، ولكن مساعدتها للآخرين جعلها تنصهر في الحياة من جديد وتنسى مصابها الأليم، وتأكدت أن هناك من هم أحوج لمساعدتها وبالتالي إسعادهم وإخراجهم من قهر الحياة. فالسعادة كانت نسبية وستظل، الكل يجري وراءها، نمسك بها أحيانا وتتسرب غالباً من بين أيادينا، كتب عنها الكثير وتغنى بها الشعراء، وقال عنها الفقهاء، لكن ستظل هي المراد والمقصود، فهناك من رأى أنها الرضا وهناك من قال هي الولد ومن أجزم أنها المال والصحة، وهناك من أراد جمع كل هذه الأشياء، واختلفت عند آخرين باختلاف الأزمان والأماكن والأعمار واللحظات أيضا، ففي العشرينيات حددها في الحب، وفي الأربعينات هي الطموح، وفي الستينات هي المجد، وبعد ذلك الراحة، هذا ما قاله جورج سواريز، أما عند الفقراء هي الحصول على الثروة، أما عند المرضى فهي الامتثال للشفاء، وغيرها كثير، وهناك من يرى سعادته في تحقيق أهدافه في الحياة بالخلق والإبداع وترك أعمال ذات قيمة تؤرخ لمسيرته في الحياة، في حين هناك من تكمن سعادته الكبرى في القيام بالأعمال الاجتماعية والخيرية ومد المساعدة للآخرين ومسح دمعة المحتاجين. lakbira.tounsi@admedia.ae
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©