السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

التقيؤ المتكرر عند الأطفال·· فتِّش عن المعدة

التقيؤ المتكرر عند الأطفال·· فتِّش عن المعدة
24 فبراير 2008 00:30
المشاكل الصحية تحيط بنا من كل حدب وصوب، ومهما كانت الأمهات على إطلاع بها، إلا أنه لا يزال هناك الكثير من المخاطر التي نجهلها· وعندما تتعلق المشكلة بالأطفال، تزداد حدة القلق عند الأم من خطورة المرض· ''التقيؤ المتكرر'' واحد من الأمراض الشائعة التي يتعرض لها الطفل بشكل كبير، وتسبب القلق للأمهات والآباء· وفي محاولة لإضاءة هذا المرض ووضع القلق في حجمه الطبيعي كان هذا الحوار مع الدكتورة نجلاء الشاعر· بداية، تشير الدكتورة الشاعر إلى دراسة حديثة أجريت في ايرلندا، وأوضحت ان التقيؤ الدوري لا يدعو للقلق حيث وجدت الدراسة أن 61% من الحالات لم تعد تنتابهم حالات تقيؤ دوري لمدة عام واحد على الأقل، فيما استمر 39 % فقط في التقيؤ بشكل دوري، وحتى الأطفال الذين يواجهون أعراض تقيؤ دورية مستمرة شعر القائمون على رعاية الأطفال بأن هذه الأعراض أيسر في التعامل معها بعد إجراء تشخيص وتوفر معلومات حول المرض· وخلصت الدراسة إلى أن معظم حالات الأطفال الذين يتعرضون لتقيؤ متكرر تجد حلا رغم احتمال استمرار أعراض جسمانية أخرى مثل الصداع و ألم البطن وهي أعراض بدنية يعتقد أنها تنجم عن ضغوط نفسية· قيء الرضّع وبوجه عام يعتبر ''التقيؤ'' إفراغاً قسرياً لمحتويات المعدة، ويتقيأ معظم الأطفال الرضع بعد الحليب عند كل رضعة· ويعتقد الأهل عادة أن الطفل قد تقيأ معظم وجبته، فيقلقون على صحته لخشيتهم من أن يكون هذا التقيؤ سببا في عدم استفادته من الغذاء، والسبب أن الكمية تبدو كبيرة، في حين أنها في الغالب لا تتجاوز الملعقة الكبيرة· ويرجع حدوث التقيؤ إلى عملية ارجاع الأكل من المعدة، وهو أمر شائع في أول 6 أشهر من عمر الطفل، نظراً لعدم نضوج عضلات صمام فوهة المعدة بحيث لا تنغلق تماما بعد الأكل، وبالتالي قد يؤدي ذلك إلى تسرب بعض الطعام ورجوعه من المعدة وخروجه من الفم من جديد· وتطمئن الدكتورة الشاعر الأمهات وتقول: لا داعي للقلق اذا كان الطفل ينمو بطريقة طبيعية وصحية حيث يمكن التقليل من التقيؤ باتباع طريقة جديدة للتغذية من أهمها: تبديل أوضاع الطفل خاصة بعد الرضاعة بحيث يتم رفع الرأس فوق مستوى المعدة، وزيادة كثافة الحليب أو الأكل الذي يتغذى عليه الطفل فمن شأن ذلك أن يجعله أكثر صعوبة في الخروج من المعدة، وغالبا ما تتناقص هذه الأعراض بعد عمر 6 أشهر وتنتهي بعد العام الأول عند معظم الأطفال· متى يصبح مرضياً؟ وتوضح الشاعر: تصبح الحالة مرضية عندما تؤثر على صحة الطفل بحيث تسبب له ضعف في النمو، أو التهاب رئوي، أو التهاب بالمريء· وهناك بين الأطفال من يحدث لديهم ترجيع معوي للمريء لكنهم لا يتقيأون لأنهم يبلعون الطعام مرة أخرى· وفي هذه الحالة تقتصر الأعراض على إصابة في الجهاز التنفسي والتهاب القصبات على شكل شرقه متكررة، أو كحة مزمنة مقاومة للعلاجات· وقد تظهر الأعراض على شكل بكاء متكرر وعدم ارتياح، ولهذا عند وجود أحد هذه المضاعفات يجب التدخل وعمل بعض الفحوصات المخبرية والاشعاعية، وفي بعض الاحيان قد يتم اجراء مناظير الجهاز الهضمي· ويتم علاجها بالعقاقير التي تساعد على تقوية عضلات فوهة المعدة ومضادات الحموضة، وإذا فشلت هناك التدخل الجراحي· أسباب أخرى قد يكون التقيؤ المتكرر ناجماً عن ضيق فم المعدة الذي يكون نتيجة عيب خلقي، وغالبا ما يحدث عند الأولاد تقريباً، وهذا أحد الأسباب الرئيسية للتجشؤ الغزير والتقيؤ ولكن عادة يبدأ الرضيع بالتقيؤ بعد عدة أسابيع من ولادته وتكون شهيته جيدة· فهو يشرب الحليب بشراهة، ولكنه بعد الرضاعة يخرج كل ما تناوله، ولهذا يعاني من ضعف النمو· ويحتاج الطفل في هذه الحالة إلى جراحة فورية من قبل جراح الأطفال بعد التأكد من تشخيص الحالة بإجراء بعض الفحوصات الخاصة· وتتابع قائلة: من الاسباب المهمة لتقيؤ الأطفال المتكرر عدم تحمل بروتينات حليب البقر، وتظهر عند الأطفال بعد تناولهم الحليب الصناعي مما يؤدي الى الإقياء واضطرابات معوية واسهال أحياناً، وفي بعض الأحيان تظهر على شكل بكاء متكرر واضطرابات في النوم، وهنا ينصح بالرضاعة الطبيعية· وفي حال كانت هناك ضرورة للرضاعة الصناعية يتم اختيار تركيبة خاصة للحليب الصناعي تعتمد التقليل من بروتينات حليب البقر· و هناك ما يعرف بالتقيؤ الدوري، ويحدث - كما هو واضح من اسمه - في فترات معينة، ويستمر ساعات أو أيام مع فترات خالية من الأعراض تمتد من أسابيع إلى شهور، ولم يعرف سبب واضح لهذا المرض· وهو يحدث غالبا لدى الأطفال بين عمر (3 - 7 سنوات) والفتيات نسبياً أكثر عرضة للإصابة· وهناك حالات لبالغين مصابين بالمرض وغالبا ما يكون هناك تاريخ عائلي للإصابة بالصداع النصفي أو الدوار، وقد يكون التقيؤ الدوري معادلا للصداع النصفي أو الشقيقة· ويصعب تشخيص هذا المرض، لأن التقيؤ عرض مشترك لكثير من الأمراض التي يجب استبعادها مثل أمراض والتهابات الجهاز الهضمي، التهابات المسالك البولية، بعض أمراض الاستقلاب، والغدد، والتهابات الأذن الوسطى وارتفاع التوتر داخل الدماغ· وأخيرا تؤكد الدكتورة الشاعر أن حالة الطفل النفسية وتعرضه لضغط نفسي او احباط من أكثر العوامل المحفزة للتقيؤ المتكرر، وأحيانا تحدث الأعراض بدون مسبب واضح، والعلاج هنا يعتمد على تخفيف الأعراض، وأحيانا ينصح بادخال الطفل المستشفى لاعطائه المحاليل اللازمة اذا استمر الأقياء خوفا من تعرضه للجفاف·
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©