عدد اليوم
دينا محمود (لندن)
في وقت لا تزال فيه السلطات البريطانية تحاول احتواء الأضرار الناجمة عن العاصفة العاتية «كيارا» التي ضربت المملكة المتحدة يومي السبت والأحد الماضيين وأدت لانقطاع الكهرباء عن أكثر من 20 ألف منزل، حذرت هيئة الأرصاد الجوية من أن البلاد بصدد مواجهة عاصفة جديدة في مطلع الأسبوع المقبل، ما ينذر بوقوع مزيد من الخسائر وإشاعة الفوضى في حركة السير.
وشملت تحذيرات الهيئة من العاصفة، التي تحمل اسم «دينيس» وتتكون حاليا فوق المحيط الأطلسي، غالبية أنحاء إنجلترا وويلز، وسط توقعات من أن تصل شدتها إلى أكثر من 96 كيلومتراً في الساعة، وأن تكون مصحوبة بأمطار غزيرة، مماثلة لتلك التي هطلت على البلاد جراء «كيارا».
وحذر الخبراء من أن الأمطار المتوقع هطولها اعتباراً من السبت المقبل، تزيد إمكانية حدوث فيضانات، خاصة أن الأرض لا تزال مُشبعة جراء أمطار «كيارا»، التي تراوح منسوبها ما بين 70 و100 ميلليمتر، وشلت الحركة في العديد من المدن، وأجبرت سلطات النقل على إلغاء مئات من الرحلات الجوية الداخلية والدولية، بجانب تعطيل حركة عدد كبير من القطارات والعبارات، في يوم وصفه البريطانيون بـ «الكابوسي».
وقال ستيف رامسدال كبير خبراء هيئة الأرصاد، إنه على الرغم من أن التوقعات تشير إلى أن «دينيس» ستكون أقل وطأة من «كيارا» التي فاقت سرعتها 155 كيلومتراً في الساعة، فإن «على البريطانيين توخي الحذر والاستعداد لمواجهة التأثيرات المحتملة للطقس العاصف والممطر الذي سيضرب بلادهم خلال أيام قليلة، والذي يُتوقع أن يُلحق أضراراً بشبكة الطاقة وحركة النقل والمواصلات».
جاءت هذه التحذيرات في وقت يُنتظر فيه أن تتعرض مناطق واسعة من المملكة المتحدة اليوم، لهطول أمطار وتساقط كميات من الثلوج، خاصة في شمالي البلاد، وذلك غداة سقوط ثلوج في بعض المناطق، مما عطل حركة القطارات والعبارات، وأسقط عددا من الأشجار، ما سبب حالة من الفوضى على عدد من الطرق السريعة.
وأدت الثلوج إلى أن ترفع السلطات مستوى التحذير من التقلبات الجوية في إيرلندا الشمالية ومعظم أنحاء اسكتلندا إلى اللون الأصفر، والذي يشير إلى الدرجة الثانية على سلم مؤلف من ثلاث درجات. ومن المنتظر أن يُعلن المستوى نفسه في إنجلترا وويلز يوم السبت، مع وصول العاصفة «دينيس» إلى ذروتها.
يأتي ذلك في وقت لا يزال فيه آلاف من المهندسين التابعين للشركات المُشغلة لخدمات السكك الحديدية في مناطق متعددة من بريطانيا، يحاولون تطهير الطرق لتمكين القطارات من العودة للسير بسرعتها المعتادة، بعدما أدى تساقط الأشجار ووجود مخلفات على القضبان جراء العاصفة «كيارا»، إلى تأخير الرحلات أو إلغائها على عدد كبير من الخطوط.
وبجانب الخسائر المادية التي نجمت عن هذه العاصفة، أدت الرياح العاتية والأمطار والثلوج التي صاحبتها، إلى مقتل شخصين، أحدهما (58 عاماً) لقي حتفه جراء سقوط شجرة على سيارته، بينما راح الآخر (77 عاماً) ضحية سقوطه على رأسه فوق الجليد.
