الإثنين 6 مايو 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

قوات سوريا الديموقراطية تستعد للهجوم الأخير على داعش

قوات سوريا الديموقراطية تستعد للهجوم الأخير على داعش
8 فبراير 2019 19:19

تستعد قوات سوريا الديموقراطية، في شرق سوريا، لإطلاق هجومها ضد تنظيم داعش الإرهابي، المحاصر حالياً في منطقة تعادل أقل من واحد في المئة من المساحة التي كان يحتلها قبل سنوات.
ومني التنظيم المتشدد، الذي سيطر في العام 2014 على مساحات واسعة في سوريا والعراق المجاور، بخسائر ميدانية كبرى خلال العامين الأخيرين. وبات وجوده حالياً يقتصر على مناطق صحراوية حدودية بين البلدين.
وتمكنت قوات سوريا الديموقراطية، وهي فصائل كردية وعربية تدعمها واشنطن، إثر هجوم بدأته في سبتمبر، من التقدم داخل الجيب الأخير للتنظيم وباتت تحاصره ضمن أربعة كيلومترات مربعة قرب الحدود العراقية.
وقال متحدث باسمها في ريف دير الزور الشرقي، اليوم الجمعة، إنّ الجبهة "لم تشهد أي تقدم أو تغيير كبير في الأيام الخمسة الأخيرة" مع وقف العمليات الميدانية استعداداً للمرحلة الأخيرة من الهجوم.
وبحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان، تشهد خطوط الجبهة بين الطرفين هدوءاً يعكره قصف مدفعي وجوي متقطع يستهدف مواقع التنظيم المتطرف.
وتوقع قيادي في قوات سوريا الديموقراطية في تصريحات، قبل أيام، أن "تبدأ عملية التقدم الأخير قريباً بعد إتمام التحضيرات اللازمة لها".
وأشار إلى أنه "من المتوقع أن تنتهي سيطرة داعش الجغرافية في المنطقة خلال ثلاثة إلى أربعة أيام بعد انطلاقها لنتخلص منهم من الناحية الجغرافية فيما تحتاج عملية التمشيط والتخلّص من الفلول والألغام وقتاً أطول".
وفي مؤتمر صحافي في باريس أمس الخميس، قال المتحدث باسم هيئة الأركان الفرنسية باتريك شتايغر إن قوات سوريا الديموقراطية أوقفت قبل بضعة أيام عملياتها القتالية "من أجل إعادة تنظيم صفوفها وتعزيز مواقعها".
وجاءت تصريحات شتايغر غداة إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب توقعاته باستعادة المناطق التي لا تزال تحت سيطرة التنظيم المتطرف خلال أسبوع.
وبحسب التحالف الدولي الداعم للهجوم ضد الجيب الأخير للتنظيم في شرق سوريا، تمكنت قوات سوريا الديموقراطية من "تحرر قرابة 99,5 في المئة من الأراضي الخاضعة لسطرة داعش" في سوريا.
وقال نائب القائد العام للشؤون الاستراتجة والمعلوماتة في التحالف كرستوفر كيكا، أمس الخميس "نستمر في الضغط على المتبقن من إرهابيي داعش.. لمحاصرتم في رقعة صغيرة، تعادل حالاً أقل من واحد في المئة من مساحة التنظيم الأصلية".
ويحاول مقاتلو التنظيم المتشدد وفق كيكا "الفرار من خلال الاختباء بن النساء والأطفال الأبرياء الذين يحاولون الفرار من القتال"، لكنه شدد على أن "هذه التكتيكات لن تنجح".

اقرأ أيضاً... استخدام داعش للمدنيين دروعاً بشرية يعيق تقدم قوات سوريا الديموقراطية
وكان مقاتلون من قوات سوريا الديموقراطية قالوا، السبت الماضي، إنهم أوقفوا عملياتهم البرية خشية استهداف المدنيين الذين يستخدمهم التنظيم كدروع بشرية.
وبحسب المرصد، لا تزال مئات العائلات موجودة في كنف التنظيم. وتعيش ظروفاً بائسة جراء نقص المواد الغذائية والأدوية.
ودفعت العمليات العسكرية، وفق المرصد، أكثر من 37 ألف شخص إلى الخروج من آخر مناطق سيطرة التنظيم منذ مطلع ديسمبر الماضي، وغالبيتهم نساء وأطفال من عائلات الإرهابيين، وبينهم نحو 3400 عنصر من التنظيم الإرهابي.
في مخيم "الهول" شمالاً، حيث يُنقل الخارجون من مناطق التنظيم، تستقبل الطواقم الطبية أطفالاً يعانون من حالات سوء تغذية وبعضها حاد.
وفي عيادة للهلال الأحمر الكردي داخل المخيم، قال طبيب الأطفال عنتر سنّو (48 عاماً) "يصلون إلينا عظماً وجلداً" في إشارة إلى بنيتهم الهزيلة.
وقال مسعفون في المنظمة إنهم نقلوا عشرات حالات سوء التغذية الحاد من مخيم "الهول" إلى مستشفى في مدينة الحسكة للعلاج خلال الأسابيع الأخيرة، بينهم 29 يخضعون راهناً للعلاج.
وغالباً ما تكون رحلة الخروج من مناطق التنظيم محفوفة بالمخاطر. وتخشى قوات سوريا الديموقراطية من تسلل إرهابيين في صفوف المدنيين.
وتعمل في مركز مخصص للفرز قرب خط الجبهة، على التدقيق في هويات الخارجين وأخذ بصماتهم وينقل المشتبه بانتمائهم للتنظيم إلى مراكز تحقيق خاصة. وتعتقل المئات من الإرهابيين الأجانب.
ويشكل وجود هؤلاء معضلة للإدارة الذاتية التي تطالب بلدانهم باستعادتهم لمحاكمتهم لديها فيما تبدي دولهم تحفظاً إزاء هذا الملف.
وقال بدران جيا كردي، مسؤول رفيع في الإدارة الذاتية إنه "ما من تقدم في المفاوضات" مع الدول المعنية.
وتدرس فرنسا، التي كانت تعارض استعادة الإرهابيين، خيارات عدة لإخراج العشرات بينهم نساء وأطفال من مراكز الاعتقال والمخيمات في سوريا.
وطالبت منظمات حقوقية بضرورة اعتماد "الشفافية" عند نقل الأجانب المشتبه بانتمائهم إلى التنظيم المتطرف وأقاربهم إلى خارج سوريا.
ويخشى الأكراد من فراغ أمني يرتبه خروج القوات الأميركية المرتقب من سوريا، بينما يخوضون محادثات مع دمشق.
وقال جيا كردي "نتوجه في سوريا إلى الحل السياسي وهو ما يتطلب الاتفاق مع دمشق".

المصدر: آ ف ب
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©