الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

«كيارا» تغلق مطارات أوروبا وتوقف القطارات

«كيارا» تغلق مطارات أوروبا وتوقف القطارات
11 فبراير 2020 01:09

عواصم (وكالات)

واصلت العاصفة «كيارا» أمس اجتياحها المدمر للعديد من البلدان، وفي مقدمتها بريطانيا وشمال قارة أوروبا، وأودت بحياة خمسة أشخاص على الأقل في بولندا والسويد وسلوفينيا وبريطانيا، وتم تعليق الرحلات الجوية في بعض أجزاء ألمانيا كما انقطع التيار الكهربائي في مئات الآلاف من المنازل في شمال أوروبا.
وفي بولندا، لقيت امرأة 52 عاماً، وابنتها 15 عاماً، حتفهما بعدما أطاحت رياح قوية بسطح منتجع للتزحلق في منطقة بوكوينا تاترزانسكا في جبال تاترا البولندية، وفقا للشرطة. كما أسفر الحادث عن تعرض امرأة 21 عاماً لإصابة خطيرة وصبي 16 عاماً لإصابة في الرأس.
وفي السويد، توفي رجل وفقد آخر وهناك مخاوف من وفاته إثر انقلاب قاربهما في بحيرة في سفينليونجا جنوب غرب البلاد وسط رياح قوية، حسبما أفادت الشرطة. ولا تزال مهمة إنقاذ تقوم بالبحث عن الرجل المفقود بمساعدة مروحية.
وأضافت الشرطة أن رجلاً 58 عاماً توفي في مقاطعة هامبشير جنوب إنجلترا بعدما سحقت شجرة سيارته إثر سقوطها عليها. وأفادت وكالة أنباء «اس تي ايه» بأن شجرة سقطت على سيارة في سلوفينيا مما أدى إلى مقتل السائق.
وتسببت العاصفة في هطول أمطار غزيرة وهبوب رياح تجاوزت سرعتها 145 كيلومتراً في الساعة في بعض المناطق، ما أدى إلى إلغاء مئات الرحلات الجوية وإيقاف خدمات قطارات فضلاً عن انقطاع التيار الكهربائي عن عدد كبير من المنازل. كما حذرت خدمات الطقس من مستويات مرتفعة للغاية من مياه الأمطار على سواحل الدنمارك والنرويج والسويد وفنلندا.
وأصدرت السلطات في بريطانيا أكثر من 200 تحذير من الفيضانات في مختلف أنحاء البلاد التي شهدت أقصى سرعة للرياح في أبيردارون بويلز وبلغت 149 كيلومتراً في الساعة. وصدر تحذير شديد من الفيضانات في يوركشير بشمال إنجلترا. واحتلت «عاصفة القرن» الصفحات الأولى في الصحف البريطانية. وصرّحت ايلين روبرتس من مكتب الأرصاد الجوية البريطانية «ميت اوفيس» بأنها «على الأرجح أكبر عاصفة في القرن في المساحة التي تطالها»، إلى جانب عاصفة ديسمبر 2013. وقال أليكس بوركيل من مكتب الأرصاد الجوية، إن «العاصفة كيارا تبتعد لكن هذا لا يعني أننا ندخل في فترة سيصبح فيها الطقس أكثر هدوءاً».
وأضاف «يمكن أن يتكدس 20 سنتيمتراً من الثلج خلال الساعات القادمة مع رياح قوية، ولا يمكن استبعاد خطر رياح ثلجية». كما توقفت حركة الشحن من وإلى ميناء دوفر على الساحل الجنوبي البريطاني وأُغلق جسر هامبر في شمال إنجلترا أمام حركة السيارات للمرة الثانية فقط منذ افتتاحه عام 1981.
وفي ألمانيا، تسببت العاصفة في إصابة عدد من الأشخاص بجراح. فقد أصيبت امرأتان بجروح بالغة بسبب سقوط شجرة في ساربروكن (جنوب غرب ألمانيا) وإحداهما بين الحياة والموت، وفق ما أعلنت الشرطة. وأُصيب فتى يبلغ 16 عاماً بجروح في الرأس بسبب سقوط غصن شجرة عليه في بادربورن في غرب البلاد. ولا تزال رحلات القطارات على الخطوط الأساسية معلّقة في جميع أنحاء ألمانيا منذ مساء الأحد، وفق ما أعلنت شركة سكك الحديد الألمانية «دويتشه بان» التي حذرت من وقوع مزيد من الاضطرابات نتيجة انتقال العاصفة، المعروفة في ألمانيا باسم «سابين»، إلى جنوب البلاد. وفي فرانكفورت، تسببت رافعة في ورشة بناء بسقوط سقف كاتدرائية، وفق ما أفادت الشرطة من دون التمكن من تحديد حجم الأضرار.
كما تسببت العاصفة في إلغاء المئات من الرحلات الجوية في ألمانيا أمس، حيث ألغت بعض شركات الطيران رحلاتها احترازيا في مطار فرانكفورت الدولي، أكبر مطار في ألمانيا.
أما في جمهورية التشيك، حيث بلغت سرعة الرياح 180 كلم في الساعة، فأُصيب رجل بسقوط شجرة على سيارته في جنوب البلاد.
وفي فرنسا، حرمت العاصفة قرابة 130 ألف منزل في شمال البلاد من التيار الكهربائي، وفق ما أعلنت شركة «إينيديس» للكهرباء صباح أمس. وفي المنطقة الباريسية، تسبب سقوط أشجار على سكك الحديد باضطرابات في حركة القطارات.
وأُلغيت مئات الرحلات في أوروبا، ففي هولندا، أُلغيت نحو 220 رحلة صباح أمس من وإلى مطار أمستردام-سخيبول، ثالث مطار في أوروبا من حيث الازدحام. وتسببت العاصفة بزحام سير امتدّ على أكثر من 600 كلم في طرقات البلاد في ساعات الذروة أمس.
وفي لوكسمبورج، أُلغيت الدروس لتلاميذ الصفوف الابتدائية والثانوية بسبب الأمطار.
وفي النرويج، يُتوقع أن تتسبب العاصفة التي سميت «إيلسا» في البلاد، بفيضانات كبيرة في مطلع الأسبوع في جنوب غرب البلاد، وعلى الساحل، يمكن أن يرتفع مستوى المياه إلى متر واحد فوق المستوى الاعتيادي مع تسجيل أرقام قياسية في بعض الأماكن، وفق ما ذكرت مصلحة الأرصاد الجوية.
على صعيد آخر، أعلنت السلطات الأسترالية أمس انه من المرتقب أن تنتهي أزمة الحرائق غير المسبوقة في أستراليا في الأيام المقبلة بسبب الأمطار الغزيرة التي من شأنها أن تخمد عشرات الحرائق في جنوب البلاد. وأدت عدة أيام متتالية من الأمطار إلى فيضانات مفاجئة في ولايتي نيوساوث ويلز في الجنوب وكوينزلاند وخصوصاً في مناطق التهمتها النيران في الأسابيع الماضية. وشهدت سيدني بشكل خاص في الأيام الماضية هطول أعلى معدل من الأمطار منذ 30 عاماً.
وأسهمت الأمطار في إخماد العديد من الحرائق وأحدها كان أتى على 500 ألف هكتار في شمال المدينة. وأشار جيمس موريس الناطق باسم رجال الإطفاء في المناطق الريفية في نيوساوث ويلز إلى أن 30 حريقاً لا تزال مشتعلة، لكنه أشار إلى أن الأمطار ستخمدها سريعاً.

وكالة أوروبية تحذر: تزايد وتيرة وقوع الفيضانات والحرائق
أصدرت الوكالة الأوروبية للبيئة، أمس، تحذيراً بشأن زيادة معدلات وقوع الفيضانات والجفاف وحرائق الغابات في أنحاء القارة على مدار العقود المقبلة، مشددة على حاجة الدول للتكيف.
وقالت الوكالة في بيان صحفي، إن الجهود التي تهدف للحد من التغير المناخي يمكن أن تساعد في تفادي التأثيرات الأسوأ. وأضافت أنه مع ذلك أظهرت تقييماتها أن الأحوال المناخية سوف تزداد سوءاً «حتى في حال أثبتت الجهود العالمية للحد من الانبعاثات الغازية فعالية».
وأصدرت الوكالة، المسؤولة عن تقديم معلومات مستقلة تتعلق بالبيئة، سلسلة من الخرائط التي تصف الأخطار.
وأظهرت البيانات أن المناطق الساحلية سوف تكون الأكثر تعرضاً لمخاطر ارتفاع مستويات المياه، خاصة مدن مثل فينيسيا ونابولي وبرشلونة.
وأوضحت الوكالة أن الأمطار الغزيرة سوف تسبب المزيد من الفيضانات، حيث من المتوقع أن تشهد معظم المناطق في أوروبا كميات أكبر بنسبة 35% من الأمطار خلال فصلي الخريف والشتاء.
وحذرت الوكالة من أن موجات الجفاف سوف تكون أكثر شيوعاً في جنوب أوروبا بصورة خاصة، بالإضافة لكونها أكثر استمرارية، كما سوف تزداد المنافسة على المياه بين قطاعات الزراعة والصناعة والإسكان. ومن المتوقع أن تتسع رقعة حرائق الغابات، حيث سوف تشهد مناطق غرب ووسط أوروبا أكبر زيادة في حرائق غابات، كما سوف يتعرض جنوب أوروبا لأسوأ تأثيرات جراء الحرائق.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©