الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الترفيه

محمد عبد الله.. يهدي "جمجمة حوت" لمتحف التاريخ الطبيعي

محمد عبد الله.. يهدي "جمجمة حوت" لمتحف التاريخ الطبيعي
8 فبراير 2019 02:34

هناء الحمادي (أبوظبي)

لديه شغف بـ«علم الأحياء البحرية»، لذا تعلق قلبه بالبحر الذي يضج بالكثير من الحكايا والأسرار.. لديه اهتمام كبير بجمع عينات الأحياء والكائنات التي يلفظها البحر وتستقر على الشاطئ.. إنه محمد عبدالله طالب ماجستير علوم البيئة في جامعة السوربون أبوظبي، والذي كثيراً ما يصادف الغرائب التي يلقي بها البحر على الشاطئ، وغالبا ما تكون أجزاء من «رفات كائنات بحرية» تبعث في نفسه روح التفكر في عظمة الخالق، وتحرضه على البحث والمعرفة.

خبرة ومهارة
الحكاية بدأت عام 2013، عندما تمكن عبدالله من الجمع بين الفن والعلم والتوعية، وعن ذلك يقول محمد عبدالله «تبدأ المغامرة بالبحث عن العينة وجمع معلومات عنها من الكتب العلمية ثم تعريفها باسمها العملي الدقيق من خلال المراجع والأبحاث، لتبدأ بعد ذلك عملية التنظيف الطويلة التي قد تمتد إلى عدة أشهر للرفات لإزالة كل الشوائب العالقة بها، وبعدها تأتي المرحلة الثانية بتجميع قطع العينة وتركيبها وترميمها ومن ثم تثبيتها بطريقة فنية تبرز جمال الكائن ليتم وضعها في متاحف التاريخ الطبيعي».
ويؤكد عبدالله، أن عملية جمع وتنظيف وتركيب العينات وترميمها ليست سهلة، بل الأمر يحتاج إلى الكثير من الجهد والوقت والصبر ليخرج الشكل النهائي للرفات بهيئته الطبيعية، بعد أن تم جمعه من على شاطئ البحر، والخبرة والمهارة كذلك هي أحد أسباب نجاح الكثير من العينات التي قمت بإعادتها إلى الوضع الطبيعي.

«فك القرش»
وعن أول عينة تم ترميمها يذكر «كانت عبارة عن فك سمكة قرش نادرة تم تسجيل وجودها في مياه الدولة للمرة الأولى عام 2013، وتم نشر ورقة علمية بحثية بشأنها في جامعة كامبردج في بريطانيا، وقد احتاجت الكثير من الجهد والوقت لتخرج بالشكل الطبيعي»، مبينا أن كل كائن حي يتم إعادة ترميمه بدقة يشجعني على الاستمرار في تقديم المزيد من الإبداع في إعادة ترميم تلك القطع لتعود كما كانت بشكلها الطبيعي.
ويضيف عبدالله «نجحت في إعادة تركيب وترميم الكثير من الكائنات النادرة والمدرجة ضمن القائمة الحمراء للكائنات المهددة بالانقراض الصادرة من الاتحاد العالمي لصون الطبيعة، ومنها على سبيل المثال: «أبقار البحر، سلحفاة منقار الصقر، السلحفاة الخضراء، المها العربي»، وكل تلك الكائنات تختلف تركيبتها الجسمية عن الأخرى ولذلك كانت تحتاج إلى الكثير من المهارة والوقت الطويل لتخرج بالشكل الصحيح كما نراها في المتاحف.

«جمجمة حوت»
ويبين عبدالله أنه تم العثور على أكبر عينة تم ترميمها وكانت لـ«جمجمة حوت»، وتم التبرع بها لمتحف التاريخ الطبيعي في الشارقة، وقد احتاجت إلى وقت طويل لإعادة تركيبها وترميمها. ويضيف «ثقة الجميع في قدراتي وخبراتي تحملني مسؤولية كبيرة لأكون محل هذه الثقة لكل من يتعاون معي من الجهات المختلفة، مثل جامعة الإمارات ومصدر وجامعة نيويورك، فالغاية من ذلك هي جمع تلك العينات والاستفادة منها في الأبحاث العلمية والأغراض التعليمية والتوعوية، وإبراز جماليات تلك الكائنات البحرية بكل تفاصيلها».

شواطئ المنطقة الغربية
يشير محمد عبد الله، قائلاً: «أغلب العينات التي يتم الحصول عليها توجد على شواطئ المنطقة الغربية، والتي تضم الكثير من رفات الكائنات البحرية، وأحياناً كثيرة أحصل على عينات من بعض الأشخاص أثناء ترددهم على شواطئ تلك المنطقة»، موضحاً أنه برغم تشابه رفات هذه الكائنات، إلا أنه مع الخبرة استطعت تمييزها وإعادة ترميها.
ويتمنى عبد الله أن يكون هناك الكثير من الكوادر المواطنة في عالم ترميم الكائنات البحرية، خاصة أن أغلب الطلبة نراهم يتخصصون في ترميم الكائنات البرية.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©