البورصة المصرية تتألق متجاهلة مخاوف احتفالات يوم 25 يناير

القاهرة (رويترز) - تجاهلت بورصة الأسهم المصرية المخاوف مما قد يحدث في الذكرى الأولى لثورة 25 يناير، وانطلقت صاعدة أمس لتغلق على مكاسب قوية وسط مشتريات مكثفة من المتعاملين الأجانب. وسادت السوق أجواء تفاؤل بعد تسليم السلطة التشريعية من المجلس العسكري الحاكم إلى مجلس الشعب (البرلمان). وارتفع رأس المال السوقي للأسهم في معاملات اليوم نحو 6,6 مليار جنيه (1,1 مليار دولار) ليصل إجمالي مكاسب السوق منذ بداية العام إلى 24,2 مليار جنيه. وقد بلغ صافي معاملات الأجانب 2,1 مليار جنيه كمبيعات في 2011. وقفز المؤشر الرئيسي أمس بنسبة 3,4% إلى 4136,2 نقطة وهو أعلى مستوياته منذ تسعة أسابيع وسط سيولة متدفقة على السهم المقيدة به وزاد المؤشر الثانوي بنسبة 2,9% مسجلاً 424,4 نقطة. ودعا نشطاء عبر موقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك” إلى تنظيم احتجاجات غدا الأربعاء باسم “ثورة الغضب المصرية الثانية” في ذكرى مرور عام على الثورة وذلك للمطالبة بسرعة تسليم السلطة للمدنيين بينما تدعو جماعة الإخوان المسلمين للاحتفال بهذا اليوم. وقال عيسى فتحي العضو المنتدب لشركة سوليدير لتداول الأوراق المالية “أسعار الأسهم المصرية ما زالت رخيصة. الأجانب يعون جيداً أن مصر مقبلة على استقرار سياسي بعد انعقاد مجلس الشعب”. وبلغ صافي معاملات الأجانب أمس 60 مليون جنيه كمشتريات ليرفع صافي مشترياتهم منذ بداية العام الجاري إلى نحو 269,5 مليون جنيه. وقال فتحي “دعوة المجلس العسكري مجلس الشعب للانعقاد يوم 23 يناير وقبل ذكرى الثورة يمثل ذكاء شديداً لنقل السلطة التشريعية لمجلس الشعب للتأكيد على نيته في نقل السلطة لرئيس منتخب في الموعد الذي حدده من قبل”. وعقد البرلمان المصري الجديد أولى جلساته أول من أمس الاثنين منذ الإطاحة بحسني مبارك وبعد انتخابات تاريخية وضعت الإسلاميين الذين تعرضوا للقمع إبان حكم الرئيس السابق في مقعد القيادة. ويقول المجلس الأعلى للقوات المسلحة إن انتخابات الرئاسة ستجري في يونيو المقبل وإنه سيسلم السلطة للرئيس الجديد. ويبدأ الترشيح لانتخابات الرئاسة في 15 أبريل. وارتفعت أسهم “بايونيرز” 9,9% و”أوراسكوم تليكوم” 9,8% و”أوراسكوم” للاتصالات 6,5% و”هيرميس” 5,4%. كما صعدت أسهم “موبينيل” و”بالم هيلز” 4,9% و”القلعة” 4,2%. وقال عبد الرحمن لبيب، نائب رئيس مجلس إدارة شركة “ستاليون انفستمنت”،: “المؤشر الرئيسي كسر مستوى مقاومة مهم عند 4100 نقطة. قد يكون هذا الكسر كاذباً، ويتجه السوق إلى جني الأرباح من النصف الثاني لجلسة الخميس”. واليوم الأربعاء عطلة في البورصة المصرية بمناسبة ذكرى الثورة. وتستأنف السوق العمل يوم الخميس 26 يناير. لكن إبراهيم النمر، رئيس قسم التحليل الفني بشركة “نعيم” للوساطة في الأوراق المالية، يرى أن “كسر مستوى المقاومة عند 4100 نقطة بأحجام تداول مرتفعة تدفع التوقعات لاستهداف مستوى 4400 نقطة. السوق إيجابي الآن. لا أتوقع قلقاً من أحداث 25 يناير”. وقال كريم عبد العزيز، الرئيس التنفيذي لشركة “الأهلي” لإدارة صناديق الاستثمار، “خطوات الديمقراطية التي تسير فيها مصر هي السبب الرئيسي وراء الارتفاعات. أتوقع أن تمر ذكرى ثورة 25 يناير من دون أي سلبيات. أسعار الأسهم أصبحت مغرية الآن للقيام بعمليات جني أرباح”. وقفز مؤشر البورصة المصرية بنسبة 14,2% منذ بداية 2012 وحتى نهاية جلسة أمس. وقال وائل عنبة، العضو المنتدب لشركة “الاوائل” لإدارة المحافظ المالية، “لا أحد يستطيع تحليل ما يحدث. يبدو أن علامات تكوين الاتجاه الصاعد للسوق بدأت في الظهور. الأسعار هزيلة للغاية بالسوق، وهذا سبب الشراء المكثف من الأجانب”. وصعدت أمس أسهم “طلعت مصطفى” 4,2% و”حديد عز” 3,9% و”سوديك” و”التجاري الدولي” 3,7% و”أوراسكوم للإنشاء” 2,7%. وقال فتحي إن كثيرين يرون “أن هذا التوقيت فرصة قوية لتكوين مراكز مالية عند هذه الأسعار قبل أن ترتفع الأسعار أكثر من ذلك. كلما زادت السيولة كلما ارتفعت الأسعار”. وكانت البورصة المصرية خرجت من “عام الثورة” مثقلة بخسائر جسيمة إذ هوى مؤشرها الرئيسي نحو 50% خلال العام، وفقدت أسهمه حوالي 194 مليار جنيه من قيمتها السوقية وسط الاضطرابات السياسية والاقتصادية التي صاحبت الثورة.