شركات طيران تخفّض أوزان أمتعة الركاب بنسب تصل إلى 50%

خفّضت شركات طيران عربية، الأوزان المصاحبة للركاب على رحلاتها اعتبارا من بداية شهر ديسمبر الجاري بنسب تصل إلى 50%، بينما تدرس شركات أخرى تطبيق التخفيض على رحلاتها، وهو ما اعتبره وكلاء سفر وشركات سياحية خطوة ذات انعكاسات سلبية على حركة السفر وتجارة التجزئة ومشتريات المسافرين. جاء ذلك فيما أفاد مسؤولون في شركات طيران محلية تشمل «الإمارات» و«الاتحاد»، و«طيران رأس الخيمة» و«العربية» و«فلاي دبي»، بأن هذه الشركات لا تنوي تخفيض الوزن المصاحب للركاب على متن رحلاتها، مؤكدين بأن هذه الخطوة غير ورادة ولا نية لتطبيقها سواء في المرحلة الراهنة أو المقبلة. وأعلنت شركة مصر للطيران تطبيق التخفيض بنسبة 50% على رحلاتها من أبوظبي ودبي والإمارات الشمالية، فيما تدرس بعض الشركات الأخرى تخفيض الأوزان. وأشار مسؤولون بشركات سياحة إلى أن هذه التطورات ستدفع الكثير من المسافرين إلى إعادة ترتيب اختياراتهم لشركات الطيران، حسب الأوزان المسموح بها، خصوصا في ظل ارتفاع سعر شحن الكيلو جرام الواحد بصحبة الراكب إلى ما يتراوح بين 70 الى 100 درهم. وأفاد محمد العبادي المدير الإقليمي لشركة مصر للطيران في دبي والامارات الشمالية بأن الشركة خفضت الأوزان المصاحبة للركاب على متن رحلاتها من 40 إلى 20 كيلوجراما، اعتبارا من أول ديسمبر الجاري، مبررا ذلك بانه يستهدف تحسين الخدمات على متن رحلات الشركة، وسرعة إنجاز إجراءات السفر. ويرى العبادي أن كثرة الأوزان بصحبة الركاب سبب رئيسي في تأخير الرحلات، وبالتالي فان تقليل الوزن سيسهم في تسريع حركة السفر، والحد من تخلفات الحقائب، متوقعا أن يتم إنجاز إجراءات سفر الراكب في فترات تتراوح بين 3 الى 5 دقائق بعد تقليل الوزن. واستبعد أن يكون تخفيض الوزن خطوة لزيادة العائدات، من خلال فرض المزيد من التكاليف على الراكب، واجباره على شحن حقائبه. وقال “إن عائدات شحن البضائع، تمثل نصف في المئة من عائدات الشركة، وبالتالي فإن قيمة تذاكر السفر هي الأساس في العائدات، لافتا إلى أنه تم تخفيض سعر شحن الكيلو المصاحب للراكب من 100 الى 70 درهما. وبين العبادي أن تخفيض الوزن سيخضع لفترة تجربة، للوقوف على مدى تأثيره على حركة السفر، وفي ضوء ذلك يمكن ابتكار خدمات وأفكار لايجاد بدائل أمام المسافرين فيما يتعلق بشحن حقائبهم. وأكد على أن «مصر للطيران» لم تتفق مع شركات أخرى بشأن تخفيض الوزن على الرحلات من دولة الإمارات، لأن قانون الاحتكار يمنع ذلك، ويحول دون أي تكتلات واتفاقيات على السعر، إلا أنه يرى إمكانية قيام شركات أخرى بتخفيض أوزانها. الشركات المحلية من جهته قال أحمد خوري نائب أول الرئيس للعمليات التجارية لمنطقة الخليج والشرق الأوسط وإيران في طيران الإمارات لـ “الاتحاد” إن الأوزان المصاحبة للركاب محددة على مختلف الوجهات والعربية منها بشكل خاص، لافتا الى أن قيام شركة ما بتخفيض وزن الحقائب والشحن المصاحب لركابها، خاص بها. ونوه إلى أنه لا يوجد أي نوع من التنسيق في هذا الشأن بين شركات الطيران، فالسوق مفتوح، وكل ناقلة تعمل وفق آليات السوق المتاحة، وفي ظل نظام يتمتع بالحرية الكاملة، لافتا الى أن طيران الإمارات حددت الوزن المصاحب للمسافر على متن رحلاتها بواقع 30 كليوجراما للمسافر على الدرجة السياحية، وبوزن 40 كيلوجراما للمسافرين على درجة رجال الأعمال، بينما المسافر على الدرجة الأولى فالوزن المسموح له 50 كليوجراما، اضافة الى حقيبة يد على الطائرة “هاند باج” بنحو 10 كيلوجرامات. وقال خوري “إن هذه الأوزان محددة منذ نحو عامين على مختلف الوجهات، ولا يوجد تغيير عليها”، مؤكدا “عدم وجود أي نية لتغييرها في الوقت الراهن ولا حتى في المستقبل”. كما نفى متحدث باسم «طيران العربية» أن تقوم الشركة بأي تخفيض للوزن على غرار الناقلة المصرية، وهو ما أكده وكلاء شركة الاتحاد للطيران، الذين أكدوا على أن الوزن المصاحب للراكب على خط مثل القاهرة ثابت وعند 50 كليو جراما، كما أكد مسؤول في الناقلة أن فكرة تخفيض الوزن ليست مطروحة للنقاش أساسا. وتبدأ طيران رأس الخيمة رحلات مباشرة إلى مطار القاهرة اعتبارا من 15 ديسمبر الجاري، بمعدل ثلاث رحلات أسبوعيا، حيث أكد المدير التنفيذي عمر جهامه بأن المسافر يحصل على متن رحلات طيران رأس الخيمة وزن يبلغ 30 كيلوجراما بجانب حقيبة اليد العادية، وستطبق الشركة هذا الوزن من بداية التشغيل، أيام الرحلات المحددة بالأحد والثلاثاء والجمعة من كل أسبوع. وأفاد مسؤول في شركة فلاي دبي بأن الشركة تتبع سياسة خاصة منذ بداية اطلاق رحلاتها فيما يتعلق بوزن الحقائب، حيث تسمح بحقيبة مجانية للراكب بزنة 10 كيلوجرامات، ومن حق الركاب شحن حقيبة زنة 32 كيلوجراما مقابل 140 درهما عند الحجز التذكرة، وله شراء حقيبة ثانية وثالثة، وفق نظام معمول به على جميع الوجهات، ولا توجد نية لتغييره. التخفيض تحت الدراسة من جهة أخرى أوضح محمد الإمام المدير الإقليمي للخطوط الجوية القطرية الى أن تخفيض الوزن المصاحب للركاب على رحلات الشركة خيار قائم وليس مستبعدا، الا أن الشركة في الوقت الحالي تطبق الوزن المتعارف عليه، موضحا بأن تخفيض الوزن يحتاج الى تغيير في ثقافة المسافرين في المنطقة العربية. وقال “إن الأوزان المرتفعة التي تزيد على 20 كيلوجراما، غير معمول بها، وغير متعرف عليها في الوجهات الغربية، وتقتصر على الوجهات العربية، مشيرا الى أن هناك عوامل اقتصادية وراء تخفيض أوزان أمتعة الركاب، بعضها يتعلق بتخفيض استهلاك الوقود. وبين الامام بأن شركات الطيران لايمكن أن تخرج بقرار جماعي بشأن خفض الأوزان، أو غير ذلك من الأمور التشغيلية والسعرية، لمخالفة ذلك للقانون، وهو ما يعرض الشركات للمساءلة القانونية، وفق نصوص قوانين منع الاحتكار. ومن جانبه يرى سعيد العابدي رئيس العابدي للسفريات أن قرار تخفيض الوزن خطأ اقتصادي، وسيؤثر على أي شركة تعمل على الوجهات العربية، وسيخدم شركات الطيران الاقتصادي على حساب الطيران العادي، حيث سيعيد خريطة توزيع المسافرين بين الشركات. وبين بأنه وفقا لقرار تخفيض الوزن بنسبة 50%، وبنحو 20 كيلوجراما، سيصبح الفرق بين تكلفة السفر بالحقائب على الطيران الاقتصادي، والطيران العادي حوالي 25% الى 35%، من حيث السعر، بما في ذلك الانتقالات بين المدن. وقال: “يجب النظر في تخفيض الوزن المصاحب للراكب في اطار هيكل وثقافة المسافرين العرب دون غيرهم، وثقافة التهادي بين العرب، علاوة على أن هناك إجراءات تم تطبيقها في تحديد وزن الحقيبة بنحو 32 كيلوجراما، وهو ما سهل من إجرءات السفر، كما ان الشركات خفضت فعليا الوزن قبل عامين بنسب 15% الى 25%، وأصبح هناك تراض بهذا الشأن. ويتفق سعيد العابدي، و”ديفيد زيور” مراقب الحركة في دناتا، على أن تخفيض الوزن سيؤثر على حركة المسافرين بين الشركات، وسيترك آثارا على القطاع التجاري بالسوق المحلي، مع تراجع حركة الشراء، وربما يرفع من حركة الشراء في الأسواق الحرة. ويشير إلى أن المتضرر الأول من القرار هو الراكب، كما أن جاء في توقيت غير مناسب، حيث من المهم أن تقوم الشركات بالتشجيع والتحفيز على السفر، بتوفير قيم مضافة للمسافرين، لتحسين عائدات شركات التي تعاني بعضها من انخفاض في العائدات. وبين كل من وائل بكر من حورس للسياحة، وسفيان الحلبي من الشارقة للسفريات بأن بعض المسافرين بدأوا في تغيير اختياراتهم بين شركات الطيران وفقا للوزن المتاح، مؤكدين على أن الوزن عامل مهم جدا في تحديد شراء الراكب للتذكرة، ولا يقل عن السعر.