الجمعة 17 مايو 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

«عدم اليقين» أهم تحديات الأسواق العالمية

«عدم اليقين» أهم تحديات الأسواق العالمية
10 فبراير 2020 02:51

حسام عبدالنبي (دبي)

أجمع خبراء شاركوا في مؤتمر توقعات السلع العالمية بدبي أمس، على أن حالة عدم اليقين تمثل أحد التحديات الرئيسة للأسواق العالمية، حيث تتأثر أسعار السلع الأساسية حالياً بعدة عوامل.
ودعا هؤلاء، خلال المؤتمر الذي نظمة مركز دبي للسلع المتعددة، بالتعاون مع بورصة دبي للذهب والسلع، وشركة ريتشكوم جلوبال سيرفيسيز، إلى ضرورة عدم المبالغة والتهويل في تأثير انتشار فيروس «كورونا» على الاقتصاد الصيني، ومن ثم على الاقتصاد العالمي، والانتظار والترقب لمعرفة التأثير على أرض الواقع.

النمو العالمي
وقالوا إنه على الرغم من أن الصين تمثل نسبة كبيرة متزايدة من الناتج المحلي الإجمالي للعالم، وأن فيروس «كورونا» يمكن أن يؤثر على النمو العالمي، ما سيؤثر بدوره على حجم الطلب على السلع والمعادن الأساسية، إلا أننا لم نواجه نقصاً في السيولة حتى الآن.
وقال سانجيف دوتا، المدير التنفيذي للسلع والخدمات المالية في مركز دبي للسلع المتعددة، إن أسواق السلع العالمية تشهد العالمية حالياً عدداً لا يُحصى من الأحداث والتوترات الجيوسياسية المتزامنة، ما يجعل من الصعب التكّهن بآثارها المترتبة على الاقتصاد العالمي وحركة التجارة وبيئة العرض والطلب وتوقعات أسعار السلع.
وأضاف أنه على الرغم من أن انتشار فيروس «كورونا» يعد من التحديات الرئيسة التي تواجه أسواق السلع العالمية عبر التأثير على جانب الطلب والعرض، فإنه يجب التريث والانتظار ومراقبة التطورات، إذ أن الحكم على التأثير يحتاج مرور فترة تراوح بين شهر إلى 3 أشهر من انتشار الفيروس، مؤكداً أن التقديرات الأولية تشير إلى أن «كورونا» قد يتسبب في تراجع نمو الناتج المحلي الإجمالي في الصين بنسبة تصل إلى 5%، إلا أن المخاطر الحقيقية قد (يصعب تقديرها) لاسيما وأن وجود علاج فعال قبل نهاية شهر مارس المقبل قد يعيد الطلب الصيني في أسواق السلع العالمية خلال شهور الصيف، كما كان عليه من قبل.
وشدد دوتا، في تصريحات للصحفيين، على عدم وجود أي تأثير مباشر لفيروس «كورونا» على حجم الأعمال في مركز دبي للسلع المتعددة.
وقال إن المركز يحتضن حالياً نحو 1300 مقيم صيني ونحو 500 شركة صينية، أي ما يعادل حوالي 10% من إجمالي الشركات الصينية المسجلة في الدولة.
وأشار إلى أن مركز دبي للسلع المتعددة اختتم عام 2019 بأقوى أداء للربع الرابع في أربع سنوات، من حيث عدد الشركات الجديدة المنضمة إليه؛ إذ انضمت 559 شركة جديدة إلى المنطقة الحرة التابعة للمركز خلال الربع الرابع، ما يمثل نمواً بنسبة 20% مقارنة بنفس الفترة من عام 2018، منوهاً بأنه خلال شهر أكتوبر الماضي، شهد المركز انضمام 202 شركة جديدة، مسجلاً أعلى وتيرة نمو في شهر واحد خلال العامين الماضيين، وليرتفع عدد الشركات الجديدة المنضمة إلى المركز بنسبة 5.4% على أساس سنوي، ليصبح اليوم مقراً لأكثر من 17 ألف شركة.
وعن التحديات التي تواجه أسواق السلع العالمية في الوقت الحالي أجاب دوتا، بأن الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين لا تزال إحدى التحديات الرئيسة رغم توقيع اتفاق المرحلة الأولى بين الجانبين، ولكن لا أحد يستطيع حتى الآن تخمين ما إذا كانت الأمور ستعود لطبيعتها من عدمه، فضلاً عن التوترات الجيوسياسية التي تسيطر على مناطق عدة في العالم في الوقت الحالي، وما ستسفر عنه الانتخابات الأميركية القادمة.
وأوضح أن أسواق السلع العالمية وقعت تحت ضغوط كبيرة خلال العام الماضي، ولكن تجدر الإشارة إلى أن تجارة المجوهرات عبر المركز، خلال الفترة المنقضية من العام الحالي، تعد مستقرة عند المقارنة بالفترة المثيلة من العام الماضي.
وأكد دوتا يجب أن نستفيد من النمو الاقتصادي المتوقع بسبب استضافة «إكسبو 2020 دبي»، لاسيما في ظل أهمية الدور المحوري الذي يلعبه المركز في تحقيق أهداف استراتيجية التنويع الاقتصادي التي تنتهجها دولة الإمارات، ومساهمته في دفع عجلة نمو الاقتصاد الوطني وترسيخ مكانة الإمارة، كمركز محوري رائد عالمياً لتجارة السلع.

حركة التجارة
ومن جهته قال شري فيبول، القنصل العام لجمهورية الهند في دبي، إن العالم يواجه حالياً عدداً من التحديات التي تعيق انسيابية حركة التجارة، بما في ذلك التوترات الجيوسياسية والتعريفات الجمركية والحروب التجارية، فضلاً عن التكنولوجيا والابتكار والتركيز العالمي على الاستدامة، مؤكداً أن كل هذه العوامل تؤثر جوهرياً على طريقة عمل قطاع التجارة، وتوفر فرصة يمكننا جميعاً الاستفادة منها.
وشدد فيبول، خلال كلمته، على أن دولة الإمارات تعد سوقاً مهمة للغاية بالنسبة للهند وتربطنا بها العديد من الاتفاقيات الاستراتيجية، مشيراً إلى أن الهند تنظر بعين التفاؤل إلى تنامي هذه العلاقة وتطورها في المستقبل.

الصين لا تزال تمثل جزءاً كبيراً من الطلب العالمي
قال باريش كوتيشا، رئيس مجلس الإدارة لشركة ريتشكوم جلوبال سيرفيسز: «يبدو أن 2020، انطلاقاً من الوضع الحالي، سيكون عاماً حافلاً بالتحديات والاضطرابات، والعالم اليوم بحاجة إلى رؤية مزيد من النمو والازدهار، في اثنين من أكبر الاقتصادات الاستهلاكية الناشئة وهما الهند والصين، لا سيّما وأن كلا البلدين يواجهان تحديات عسيرة، تلقي بظلالها على تجارة السلع بشكل مباشر».
ومن جانبه، توقع جوناثان جرانج، مؤسس شركة سنستون بروكرز، أن يظل معدل نمو الطلب السنوي على القمح والذرة، وهما من أكثر الحبوب استهلاكاً في العالم، ثابتاً نسبياً بما يتماشى مع النمو السكاني.
بدوره، قال ويليام بيربورا، رئيس لجنة المحافظين في بورصة السلع «كوميكس»: إن الصين لا تزال تمثل جزءاً كبيراً من الطلب العالمي على السلع الزراعية، بما فيها الحبوب والبذور الزيتية، وبشكل متزايد على اللحوم، الأمر الذي يمثل فرصة مهمة للدول المُصدِّرة.

 

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©