عدد اليوم
نسرين درزي (أبوظبي)
تنتعش السياحة الشتوية داخل الدولة بالكثير من المرافق والفعاليات التي تقدم للزوار مع حلول الإجازات، وسط أجواء الاستمتاع، ومشهد يكلله الأبيض بدءاً من زينة الثلوج وساحات التزلج والتزلج على الجليد، ترتسم على وجوه الجميع ملامح السعادة والمرح، حيث كل شيء يدعو إلى الترفيه. ومع انتشار برامج الجذب المتنوعة تصبح التجمعات العائلية والنزهات مع الأصدقاء بديلاً أكثر تشويقاً من السفر، ولا سيما أن البلاد توفر بمنشآتها الخدماتية وقطاع الضيافة باقة رائعة من ألوان المرح اللامحدود، وتخصص جزرها الشاطئية ومنتجعاتها الصحراوية خيارات للاستجمام في الهواء الطلق كما لا توفره في أي وقت آخر من السنة.
«الدب القطبي»
البداية مع جزيرة ياس التي ترتدي ثوباً ناصعاً احتفاء بمهرجان الشتاء المستمر ضمن مرافقها حتى 5 يناير المقبل، حيث تتواصل فيها عروض الثلوج والألعاب النارية والكرنفالات الراقصة حتى ساعة متأخرة من الليل، مع مهرجان المأكولات الذي يقدم للضيوف تجارب وقوائم طعام مميزة، على وقع المؤثرات الصوتية والأضواء المشعة التي تفتح الشهية للتراشق بكرات الثلج التي تتساقط على مدار الساعة، ولا تتوقف حتى أثناء إطلاق الألعاب النارية يومياً في التاسعة مساء.
وتتألق أجندة مدينة عالم فيراري - أبوظبي بمجموعة من الأنشطة العائلية المميزة، بما فيها عرض «بيورن - الدب القطبي» ومدرسة الأقزام ومنحدر التزلج على الجليد وسواها من الفعاليات المشوقة. كما يحيي «عالم وارنر براذرز» احتفالات يومية مع شخصيات «الأنيميشن» و«دي سي سوبر هيروز». ويمكن لمحبي الأفلام الانطلاق إلى «ياس ووتروورلد» للاستمتاع بعروض «السينما تحت النجوم»، التي تعرض في العراء باقة من الأفلام العائلية المفضلة.
في حين يتزين «ياس مول» بكل ما يثري موسم الإجازات الشتوية من الديكورات المفعمة بالدفء، إلى تحقيق أمنيات الأطفال.
ألواح الثلج
مع الدخول في الأسبوع الأخير من الإجازة الشتوية يحلو للعائلات الاستمتاع بلحظات البرد داخل الدولة، ويكون ذلك من خلال الرغبة في ارتداء المعاطف والقبعات والقفازات الواقية من انخفاض درجات الحرارة، وأولى خطوات الرحلات الاستثنائية التوجه إلى «سكي دبي» في مول الإمارات الذي يضم أكبر مساحة ثلجية داخلية في العالم، حيث يقضي السياح ساعات على البساط الأبيض النقي الذي لا يغيب عن نظرهم إذا اختاروا الإقامة في أحد شاليهات آسبن بفندق كمبنسكي، بإطلالاتها البانورامية على ساحات التزلج، وهنا فرصتهم للمرح وسط لوحات ناصعة البياض، حيث متعة اللهو مع العائلة بكريات الثلج، ومن الجميل التقاط صورة تذكارية من داخل الجناح حيث تظهر خلفية بيضاء للحديقة الثلجية وفيها جبل الصخور والأشجار المورقة وبرج المراقبة.
وتنطلق الرحلة الشتوية في «سكي دبي» من ميادين التزلج، حيث الموقع أشبه بمرافق أعالي جبال الألب، وهنا فريق متخصص لمساعدة المبتدئين في التزلج على ألواح الثلج ضمن بيئة آمنة ومراقبة كاملة مما يتيح للأهل الجلوس في أحد المقاهي أو المطاعم المجاورة للواجهة الزجاجية العملاقة التي تكشف الساحات البيضاء.
أجمل الكثبان
يزدهر متنزه الحياة البرية العربية في جزيرة صير بني ياس بالكثير من معالم الجذب الشتوية، حيث تحلو سياحة الاستكشاف والمشي لساعات، فالموقع الذي يبعد 250 كيلومتراً عن مدينة أبوظبي يشكل بتفرده الجغرافي ضمن صحراء ليوا، عامل جذب لكل من يعشق الطبيعة البكر التي تسبح في زرقة البحر وتستريح عند أجمل الكثبان الرملية. وتطول الجولة داخل المتنزه لما يتضمنه من محطات مثيرة للاهتمام، إذ يختصر سنوات طويلة من الحياة الصحراوية التي على الرغم من قساوة طبيعتها إلا أنها تمتاز بإشارات حسية تبعث إلى الذهول والاسترخاء. ويساعد على المزيد من الغوص في التفاصيل، لفحات النسيم الباردة التي ترافق الزوار هذه الأيام، حيث يستمعون إلى شرح المرشد السياحي حول الجهود الحثيثة التي تواصلت في المتنزه عبر ما يزيد على 4 عقود لحماية الكائنات البرية، وكل ذلك يؤكد أهمية محمية تتربع عند جزيرة «صير بني ياس» والتي تعد واحدة من أكثر الجزر ثراءً في المنطقة.
رياضات التسلق
باطلالة شتوية على إمارة رأس الخيمة، تكمن الرثارة بأعالي «جبل جيس»، حيث المناظر البانورامية الخلابة، ولاسيما عند ركوب المسار الانزلاقي، وعلى طول الطريق يحظى السياح بباقة خيارات للتوقف حيناً عند المطاعم المجاورة أو الاشتراك بحفلات الشواء الجماعية على السفح وعند المدرجات. وفي الشتاء تحتفظ المنطقة لنفسها بنوع خاص من الترفيه في الهواء الطلق ووسط الطبيعية الحرة عند أعلى سلسلة مرتفعات في البلاد والتي تصل عند قمة جبل جيس حتى 1910 أمتار فوق سطح البحر، ويتيح الموقع الحيوي للضيوف الباحثين عن ملاذهم تجربة مثالية لممارسة رياضات التسلق وركوب الدراجات الجبلية حيث تتراءى المناظر الخلابة من أعلى القمم.
الجزيرة الحمراء
الجزيرة الحمراء.. هي قرية الصيد التاريخية التي تقع على أطراف مدينة رأس الخيمة، والتي تحتفي بالفن المعماري الذي يعشقه الزوار المقبلون على الإمارة من مختلف أنحاء العالم، ويميز المكان المحافظ على طابعه التقليدي، تلك الحجارة المرجانية والصدفية التي تعتبر رمزاً للحياة قديماً، فيما يميز الإمارة الشواطئ الرملية البيضاء بمياهها الصافية والتي تتيح ممارسة مختلف الأنشطة المائية من التجديف والتزلج على الماء إلى ركوب الأمواج، كما يكثر الإقبال خلال فصل الشتاء على المواقع الأثرية في رأس الخيمة التي تضم 18 حصناً وقلعة تاريخية.
سلاحف.. وطيور مهاجرة
من أكثر عوامل جذب السياح الأجانب إلى متنزه الحياة البرية في مثل هذا الوقت من السنة، مشاهدة السلاحف البحرية النادرة الموجودة في مياه جزيرة «صير بني ياس»، والتقاط الصور مع الطيور المهاجرة التي يلجأ الملايين منها سنوياً إلى هذا المنطقة الدافئة هرباً من برد الشتاء الأوروبي، نظراً لموقعها في طريق هجرتها جنوباً، ومنها طيور «النحام» البرية التي تبعث إلى التفاؤل عند التجوال بالقرب من مناطق أشجار القرم.
